كشفت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أنّ قارباً مطاطياً انقلبَ، فجر الخميس، قبالة شواطئ مدينة سيدي إفني، قرب ميناء بومرسال بالنفوذ الترابي لجماعة أصبويا، كان يقلُّ حوالي 40 مرشحا للهجرة السرية صوب جزر الكناري، من بينهم عائلة من كلميم مكوّنة من أب وأم وأبناء، ضمنهم رضيع. ووفقا للتّحريات الميدانية التي قام بها المركز المغربي لحقوق الإنسان، فإنّ "سواحل إقليمسيدي إفني (شاطئ بومرسال) لفظتْ جثث ستة أشخاص، من بينهم امرأة ورضيعها، ويرجع السبب في غرق القارب المطاطي، حسب تحقيقات ميدانية، إلى "تحمله أكثر من طاقته الاستيعابية". وقال مصدر حقوقي: "في البداية كان مبرمجا أن يقل 27 شخصا، من بينهم عائلة من كلميم مكونة من أب وأم وأبناء، بمن فيهم رضيع، فالتحق بهم فجأة حوالي 15 شخصا أرادوا عنوة الهجرة على متن القارب المطاطي نفسه، الذي لم يكن يتوفر على كمية البنزين المطلوبة، ناهيك عن تجاوز الحمولة لطاقته الاستيعابية". ونقلت المصادر ذاتها أنّ "صاحب القارب والعقل المدبر لقي حتفه في هذه العملية"، مؤكدة أنّ المعني بالأمر قام بمحاولات عديدة لعبور الأطلسي والوصول إلى الجزر الكناري، غير أن محاولاته كانت تصطدمُ بالاضطرابات الجوية وارتفاع الأمواج، قبل أن يقرّر خوض المغامرة من جديد بقارب يقلّ حوالي 40 مرشحا من مختلف الأعمار، غالبيتهم من مدن كلميموسيدي إفني وطانطان. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن السلطات المحلية استمعت إلى شهادات متفرقة للناجين الذين يبلغ عددهم 18 شخصاً، بينما ما زالت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي تمشّط مكان وقوع الحادث تحسباً للفظ البحر لجثث جديدة. ووصفَ الحقوقي المغربي عبد الإله الخضري الحادث ب "مأساة حقيقية"، وقال إنّ "شواطئ المغرب تشهدُ حالياً تصاعدا مطردا للهجرة السرية عبر القوارب المطاطية، ومن بينها الشواطئ الممتدة من إقليمسيدي إفني إلى جهة الداخلة، حيث إن المدة التي تستغرقها الرحلة من الداخلة إلى جزر الكناري، مثلا، حوالي أسبوع، في حين لا تتجاوز أربعة أيام إذا كانت سواحل سيدي إفني منطلق الرحلة". وقال رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان إن "العديد من قوارب الهجرة السرية أصبحت تبحر في عز النهار، بلا حسيب ولا رقيب، وهذه أمور مستجدة قياسا مع السنوات الماضية". وتواصل الجهات المختصة بحثها عن جثث مفترضة لباقي المرشحين الذين اختفوا عن الأنظار، بينما يشير حقوقيون إلى تحول سواحل الداخلةوسيدي إفني إلى قبلة للمهاجرين الذين يأملون الوصول إلى الجزر الكناري. وكانت عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية قد أحبطت، يوم السبت الماضي، محاولة للهجرة السرية، وأوقفت 14 "حرّاكا".