دخلت أزمة حزب الأصالة والمعاصرة منعطفا جديدا بعد شروع طرفي الصراع، المتمثلين في الأمين العام، عبد الحكيم بنشماش، وخصومه من المكتب السياسي، في توجيه الضرب تحت الحزام، وتبادل الاتهامات بتبذير المال العام. واستغرب عدد من قادة الحزب الرسالة التي وجهها بنشماش من دولة الإكوادور، تاركا المهام الرسمية، ليشرع في كتابة رسالة عن الشأن الحزبي، وهو ما اعتبرته مصادر هسبريس مؤشرا على "شعور الأمين العام بقرب نهايته، بالتالي كان مضطرا للجوء إلى استعمال مختلف الأسلحة للنجاة". وشددت مصادر الجريدة على أن "إطلاق بنشماش الرصاص في مختلف الاتجاهات، بما فيها صوب الذين أوصلوه إلى الأمانة العامة، يُبين أنه بدأ يفقد الأمل في الاستمرار على رأس الجرار، بعدما تمت محاصرته من طرف قيادات المكتب السياسي من مختلف الاتجاهات"، وفق تعبيرها. وذهبت مصادرنا إلى اعتبار ما صدر عن الأمين العام "خرجة لإعلان النهاية"، مؤكدة أن التيار المعارض "غير مكترث بذلك"، وزادت: "نحن ذاهبون إلى المؤتمر الوطني، وحينها يمكنه تقديم ما لديه عن هؤلاء المليارديرات وعن هؤلاء الأخطبوطات كما تحدث عنهم". واستغرب عضو من المكتب السياسي الكلام الصادر عن بنشماش، وتستره على الصفقات التي تحدث عنها، والتي قال إنها عابرة للجهات وممتدة حتى ماربيا، قائلا: "لماذا لم يرفض تواجد هؤلاء الأخطبوطات وأصحاب الصفقات بجانبه عندما كانوا يدعمونه، ولَم يلجأ إلى القضاء ضدهم؟". وأوضحت مصادر الجريدة أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر "تواصل عملها"، وزادت موضحة: "سيتم عقد لقاءات تواصلية مع مناضلي الحزب بمختلف الجهات، وذلك للتهييء للمؤتمر على أحسن وجه". وبخصوص الموعد الذي سيتم خلاله عقد المؤتمر، أكدت مصادرنا أن هناك نقاشا حول التسريع في عقده، إذ يدفع البعض بذلك في يوليوز المقبل، بينما البعض الآخر يرى ضرورة الإبقاء عليه في موعده المحدد سلفا وهو شهر شتنبر. ووجه بنشماش من الإكوادور اتهامات مبطنة إلى "رفاق الأمس"، وعلى رأسهم محمد الحموتي، رئيس المجلس الفيدرالي المطرود من مهمته، وإلى قيادات "البام" في مراكشوآسفي، في إشارة إلى أخشيشن بقوله: "أجزم بأن لهذا الأخطبوط رأسا تتساقط وتتكشف أقنعته تباعا، رأسا يتخذ شكل ما أجرؤ على تسميته بالتحالف المصلحي لبعض مليارديرات الحزب الجشعين؛ أبرز من يظهر منهم على المكشوف موزعون من حيث المنشأ والامتداد على مناطق طنجة والنواحي، الحسيمة والنواحي؛ بني ملال والكثير من النواحي، آسفيمراكش والكثير من النواحي أيضا". وخرج بعض أعضاء الحزب المعارضين في رسالة غير موقعة، للرد على رسالة بنشماش، حيث خاطبوه بالقول: "يبدو أنك لبست "جلابة" أكبر من حجمك، فأقصى أحلامك في الأيام الخوالي أن تصبح عضوا في جماعة صغيرة".