من يظن أن المغرب لم يجد بعد طريقه الصحيح من أجل أخذ مكان له بين دول العالم الغنية و المتقدمة ، فهو واهم ، أو أنه أعمى . من يشك في هذا الكلام فلا شك أنه لا يتوفر على بعد نظر..، أو أنه جاهل. "" من لم يقتنع بعد ، فما عليه سوى مشاهدة أخبار إحدى القناتين ، الأولى أو الثانية ، و أنا أنصحه بالأولى..، لأنه بعد مشاهدته أخبارها سيخرج باستنتاجات وافية و أجوبة لكل التساؤلات التي لم يجد لها أجوبة في وقت سابق. سيشاهد كيف أن الكاميرات أصبحت تصل إلى القرى النائية و الجبال البعيدة ، و حتى إلى الصحاري الخالية..، سيرى بأم عينه نتائج السياسة الرشيدة ، و الخير الذي عم البلاد..، كيف تحول الفقير و المعدوم غنيا..، كيف و كيف..، بعد مشاهدته الربورتاج تلو الآخر ، سيحس بأن نظرته السوداء عوضت بأخرى صافية و متفائلة. عندما سيرى كيف توزع أزواج الأرانب على ساكني الجبال والسهول ، المعدومين ..، وكيف أن زوج الأرانب تلك سوف تتكاثر و تتكاثر، ليصبح ذلك أوهؤلاء المحظوظون من علية القوم ، و كيف أنهم سيدخلون إلى نادي الأغنياء ، بسبب فكرة بسيطة و مبادرة حميدة.. . سيشاهد بأم عينه تلك المرأة التي أخذت منذ سنتين شاة صغيرة ، و كيف أصبحت الآن تتوفر على قطيع من الماعز و الأكباش و كيف أنها أسست تعاونية للحليب و مشتقاته ، و أنها ساهمت في القضاء على البطالة في قريتها ، بتوفيرها العمل لشباب القرية..، سيرى ، حتما ، كيف سيتحول الصوف إلى قمصان ، و القمصان إلى مقاولة ، هذه الأخيرة التي ستساهم في بناء مغرب الغد..، مغرب الخير و النماء. عندما سيشاهد كل هذه الأمثلة ، سينسى و إلى الأبد ، تلك النظرة التشاؤمية و اليائسة ، و سيستبدلها بنظرة أخرى كلها تفاؤل و أمل في المستقبل..، بعد أن يشاهد كل هذه الأمثلة الحية..، لن يحتاج بعد الآن ، أن يبحث دون جدوى على أمثلة و براهين ، لكي يحاجج بها هؤلاء الميئسين..، لن يتأثر بعد اليوم بأقوالهم. سيقول لهم بكل فخر و اعتزاز " ها هو المغرب الذي سخرتم منه ، ها هو يتفوق على الفقر..، و بأية وسيلة ؟ بأفكار بسيطة..، ها هي الأرانب و الشاة و الصوف التي خجلتم الاتكال عليها ..، ها هي تصنع المعجزات ، ألم أقل لكم.. " .. !..بعد كل ما سمع و شاهد ، لن يختلج صدره بعد اليوم شك اتجاه السياسة الرشيدة . عن مدونات تخربيقات