إلى السيد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المعين.. سلام تام بوجود ملكنا الإمام الذي اختارك بعد تفويض منا لتمضي بالوطن إلى الأمام، وبعد، فهذا ميثاق صفقة نعرضها عليك – نحن الموقعين أسفله – نرجوها مربحة لنا ولك، على أساس حسن النية الذي يُفترض أن يكون في الأحرار من الناس، وذوي المروءة و"الرجْلة" كما حلا لك مرات أن تعبر بتلقائيتك التي صدمتنا لأننا لم يكن لنا سابق عهد بأمثالك من السياسيين.. هذه الصفقة – إن قبلتها – ووفيتها حقها، ووفينا، فهي لك ولنا، وإن فعلنا ولم تفعل، فلا تنتظرنّ منا أن تجدنا من المُوَلّين لك خدهم الأيسر بعد الأيمن.. لنا عليك أن ألا تضع أبدا سلاحك عن أهل الفساد الذين أثخنوا في جيوبنا، وأعوزوا الوطن حتى صار أبناؤنا يفرون منه فرارهم من الموت.. ولك علينا أن تجدنا معك "نسخن كتفيك"، بل نسابقك عليهم ناديا ناديا، وملفا ملفا فلا نخاف فيهم لومة لائم.. لنا عليك أن تحذر أن تركن إلى صف الاستبداد، مع أولئك الذين أصابوا عقولنا بالهزال، من فرط ما أفهمونا أن عين الغباء هو مزاحمتهم على قصعة الوطن، وأن تفشينا سر عجزك – كلَّه أو بعضه – وأنت تتعثر في أن تُعمل فيهم صَدّك، فإن أبَوا فلا أقل من أن تعيد المفاتيح (السوارت) غير آسف على كراسي السندس والإستبرق.. ولك علينا أن ننصرك وأنت تقض مضاجعهم، وأن نحمي ظهرك وأنت تولي كبارهم وجهك، لتريهم بطشك، وأنت المسلح بسرابيل الوفاء ممن يحبك.. حقنا عليك أن تبحر بسفينة الوطن على إجادة في الحكامة، ربانا من طراز جديد، فلا ترسو بنا إلا وقد قطعت أشواطا في الذهاب أبعد ما يمكن عن عنق الزجاجة.. وحقك علينا أن تقر عينك برؤيتنا صفوفا وطوابير في أول محطة يُضرب لنا فيها موعد تجديد العهد معك، عهد الصناديق، في زمن الصناديق، فتعانق ثقتنا المضاعفة عناق الكرام.. واصدُقنا القول في المَنشط والمَكره من تلقاء نفسك، ولا تُسرر عنا ما يسوؤنا علمه بعد حين من غيرك، تجدْ رضانا قيْدَ وُسعِك، لا نكلفك ما لا طاقة لك به.. أما ما بقي مما وعدتنا به قبل أن نرفعك إلى ما أنت فيه، فكل ذلك مرده إلى عموم ما كنت عليه – ومن معك – من جدك واجتهادك، فإن صلح جله صلح كله، لا يضيرنا محض قليله ما أبصرنا عذرك في الوفاء بالكثير.. فما قولك في ميثاقنا؟ فإن وجدته خيرا فامض واعمل، وازرع تحصدْ، وتجدْنا إن شاء الله من الموفين، وإن وجدته غير ذلك فما جعلت لنفسك علينا من سبيل، والله على ما نقول وكيل... التوقيع: فئات عريضة من المغاربة *مجاز في العلوم السياسية.