تسبّبت الحراكات الاجتماعية التي يشهدها المغرب في تراجعه بخصوص مؤشر السلام العالمي لسنة 2019، حيث تبوّأ المركز ال90 عالميا من أصل 163 بلدا، برصيد نقط لا يتعدى 2.07، ليُحقق بذلك تراجعا كبيرا يقدر بتسع عشرة مرتبة، بالمقارنة مع الموسم الفارط الذي كان يحتل فيه المركز ال71 دولياً. المؤشر البريطاني، الصادر عن معهد لندن للاقتصاد والسلام، مَنح المملكة المرتبة ال115 في ما يتعلق بالمؤشر الفرعي المتعلق بالنزاعات المحلية والدولية المُستمرة؛ أي نحو 1.9 نقطة، ثم المرتبة ال63 في مؤشر السلام والأمن المجتمعي، بعدما حقق نقطة 2.3، إلى جانب حيازته للمرتبة ال83 عالميا حول مدى عسكرة الدولة. أما عن الكلفة الاقتصادية للعنف بالنسبة إلى المغرب، فتصل بحسب المؤشر إلى 15,450.7 مليون دولار؛ ما جعله يحتل المرتبة ال109 عالميا في الترتيب، بينما يصل نصيب الفرد من التكلفة الاقتصادية للعنف إلى 426.9 دولار، ما يعني أن تكلفة العنف من الناتج المحلي الإجمالي تقارب 5 في المائة. وبالعودة إلى تمركز المملكة على الصعيد المغاربي، فقد حازت تونس المركز الأول في المنطقة، حيث نالت المرتبة ال82 عالميا (نقطتان)، متبوعة بالمغرب (2.07)، يليه الجزائر التي تبوّأت المرتبة ال111 عالميا (2.2)، ثم موريتانيا التي منحها المؤشر المرتبة ال122 (2.3 نقطة)، لتتذيل بذلك ليبيا الترتيب المغاربي بعد حصولها على المرتبة ال156 عالميا (3.2 نقطة). كما حاز المغرب المركز السابع في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إذ جاءت قطر في صدارة الترتيب، بفضل مركزها العالمي المتقدم (31 دوليا)، ثم الكويت التي نالت المرتبة ال43 عالميا، متبوعة بالإمارات العربية المتحدة (53 عالميا)، وعمان التي انتزعت المرتبة ال69 في العالم، وكذلك الأردن (77 دوليا)، لتأتي تونس في المركز السادس. وعلى صعيد القارة السمراء، تبوأت غانا المركز الأول، متبوعة بزامبيا، ثم تنزانيا في المركز الثالث، إلى جانب مدغشقر في المركز الرابع، يليها السنغال وليبيريا وناميبيا، فضلا عن غامبيا في المركز الثامن، وغينيا الاستوائية وجمهورية بنين، علاوة على أنغولا ورواندا، لتأتي تونس في المركز الثالث عشر، وأخيرا المغرب الذي حقق المركز الرابع عشر في إفريقيا. أما في الترتيب الدولي، فقد منح المؤشر إيسلندا المركز الأول، ثم نيوزيلندا، لتنضاف إليهما البرتغال في المركز الثالث، إلى جانب أستراليا والدنمارك، ناهيك عن كندا وسنغافورة، بينما جاءت سلوفينيا في المركز الثامن، دون إغفال اليابان التي صُنفت أيضا ضمن الدول العشر الأكثر أمنا في العالم خلال الموسم الحالي. كما اعتبر التقرير بأن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا صارت أكثر أمناً خلال السنة الماضية، بالمقارنة مع التقارير السابقة، على اعتبار أن المؤشر الحالي قام بتحليل البيانات المتعلقة بسنة 2018 في مختلف الدول التي شملها التقرير.