بالرغم من أجواء الحرب التي خيّمت على سماء الصحراء بعد التوغلات العسكرية لجبهة البوليساريو الانفصالية في المناطق العازلة، فإن ذلك لم يؤثر بسلبية على تصنيف المغرب في مؤشر السلام العالمي لسنة 2018؛ فقد احتلت المملكة المركز الرابع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و71 عالمياً، من أصل 163 دولة شملها التصنيف. وكشفت النسخة ال12 من تقرير مؤشر السلام العالمي (GPI) السنوي، الصادر عن مركز الأبحاث الدولي معهد الاقتصاد والسلام (IEP)، أن المملكة المغربية حققت تقدماً هذا العام بأربع مراتب على مؤشر السلام، منتقلة بذلك من المرتبة ال75 عالمياً سنة 2017 إلى المرتبة ال71 عالمياً. وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حلت الكويت في المركز الأول، متبوعة بالإمارات العربية المتحدة، تليها قطر ثم المغرب رابعاً، تليهم سلطنة عمان، وسادساً دولة تونس التي تراجعت إلى الوراء، والمملكة الأردنية سابعة، أما الجزائر فسجلت تراجعاً مهولاً بحلولها أيضاً في المرتبة السابعة وال109 عالمياً. ويعد تقرير مؤشر السلام العالمي المقياس الرائد لوضع السلام في العالم، ويغطي التقرير 99,7 في المائة من سكان العالم، حيث يشمل 23 مؤشراً كمياً وكيفياً من مصادر دقيقة ومعروفة، ومن ثم يتم تجميع هذه المؤشرات في ثلاثة نطاقات رئيسية وهي: "الصراع المستمر"، و"الأمن والأمان"، و"المجال العسكري". وعموماً؛ حصل المغرب على تنقيط 1979، إذ حاز في مجال الصراع الداخلي والدولي على 1.805 نقطة، وفي مجال السلامة والأمن الاجتماعي على تنقيط 2.296، أما مجال العسكرة الأكثر سلمية فحصل على 1.673. وكشف التقرير الأممي أن حفظ الأمن في المغرب كلف الاقتصاد الوطني 16.28 مليار دولار في سنة 2017، أي بنسبة 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبمعدل 450 دولاراً للفرد، أي حوالي 4000 درهم لكل فرد مغربي. ووصف المؤشر حالة السلام في المغرب بأنها "متوسطة". دولياً، نالت تركيا الدرجة الأسوأ على محور "العلاقات مع دول الجوار"، حيث جاءت في المرتبة الخامسة من أصل خمسة درجات، ووصلت تركيا إلى الدرجة 4,5 على محور "الإرهاب السياسي". وبالنسبة إلى الدول الأكثر سلاماً، احتلت آيسلاندا المرتبة الأولى على القائمة وهي تحتفظ بالمرتبة الأولى منذ العام 2008، وتليها في المرتبة الثانية نيوزيلندا، ثم النمسا والبرتغال والدنمارك. فيما احتّلت سوريا المرتبة الأخيرة على القائمة وتحتفظ بمكانتها خلال الخمس سنوات الأخيرة. ويؤكد مؤشر السلام العالمي تدني مستويات السلام والأمن العالمي بنسبة 0,27 %، بالمقارنة مع العام الماضي. وخلص المصدر إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا تزال المنطقة الأقل سلاماً في العالم خلال 2018، على الرغم من التحسن الطفيف في العراقوسوريا.