لا غرو أن "الباكور" الوزاني يعد من الفواكه الأكثر جودة؛ فتوجه أنماط الاستهلاك على المستوى الدولي إلى الإقبال على المنتجات المحلية والأصيلة، وإلى الزراعات العضوية الخالية من المبيدات والمنتجات الكيماوية التي تتمتع بجودة وذوق خاصين، جعل سمعة "التين الوزاني" تتجاوز حدود المنشأ ليتهافت عليه الباحثون عن نضارة البشرة وصلابة القلوب وكسر شوكة الأكسدة. غير أن الأقدار شاءت أن تتواجد هذه الفاكهة المباركة ذات الجودة العالية بأرض "دار الضمانة"، لتذوق سياط الذل والمهانة، "في ظل ضعف التثمين ووجود صعوبات تواجه تسويق هذا المنتج المحلي في غياب مبادرات جادة تساعد الفلاح الصغير والمتوسط على بيع غلته". رواج كبير تشهده الأسواق والأماكن التي خصصتها السلطات المحلية لعرض وبيع فاكهة التين بحي القشريين، ومناطق أخرى اختارها العارضون لبضاعتهم بحكم قربها من مركز المدينة أو محطات المسافرين، لتؤثث بذلك حبات التين جنبات الطرقات والأرصفة في مشهد موسوم بالفوضى. غير بعيد عن مقر عمالة إقليموزان، يبسط الفلاحون سلعهم بشكل عشوائي على قارعة الطريق، حيث تتزاحم أرجل المارة بالبضاعة المعروضة؛ فيما يشتكي القرويون الراغبون في بيع سلعهم من مطاردات ومنع من قبل السلطات المحلية. الراغب في الظفر بحبات "الباكور" لا يشق عليه أن يلاحظ حتى قبل إلى الإنصات إلى بوح الفلاحين أن الفاكهة الكبيرة بقيمتها الغذائية تعاني مشاكل في التسويق وضعفا كبيرا في التثمين. جولة سريعة قادت جريدة هسبريس الإلكترونية إلى فضاءات عرض هذه الفاكهة، حيث استقت تصريحات من قرويين لبوا طلب الإدلاء بها، فيما غابت الجرأة عن البعض وسيطر عليهم الخوف وكمم أفواههم. "فين ما مشينا كيجريو علينا، اللهم إنّ هذا منكر"، تصرخ إحدى النساء وعلامات الغضب بادية على وجهها، قبل أن تضيف بلكنتها الجبلية: "طلعنا المارشي مخلاوناشي، جينا هنا ماخلاوناشي، واش معندناشي حقنا فهاد المغرب؟"، مطالبة الجهات المعنية بضرورة توفير "رحبة خاصة" لعرض السلع تحترم الشروط الصحية، لاسيما أن الفاكهة سريعة التلف. متحدث آخر، رفض كشف هويته، استنكر الإهمال الذي يطال المنتجات المجالية بصفة عامة بإقليموزان، مستحضرا في هذا السياق فاكهة الكرز أو "حب الملوك" بمدينة صفرو، والتي تحظى باهتمام كبير من خلال مهرجان كبير يحتفي بمكلة جمال "حب الملوك" ويخلد نسخته ال99، مقترحا تخصيص مهرجان ل"الباكور" على غرار الكرز، وزاد ساخرا: "ماهي غير 7 أيام ديال الباكور وراها دايزة".