أقدم عدد من المسافرين على شل حركة المرور بشارع الحسن الثاني أمام محطة سيارات الأجرة الكبيرة بسيدي سليمان، عشية اليوم الأحد، احتجاجا على ما اعتبروه "زيادة صاروخية" في تعريفة التنقل بين سيدي سليمانوالقنيطرة. ويأتي هذا الشكل الاحتجاجي بعدما فرض بعض أصحاب سيارات الأجرة مبلغ 50 و60 درهما للراغبين في السفر من سيدي سليمان إلى القنيطرة، رغم أن الثمن المعمول به في باقي الأيام لا يتجاوز 25 درهما. ويستغل أصحاب الطاكسيات الإقبال الكثيف على السفر بعد نهاية عطلة العيد من أجل الزيادة في أسعار التذاكر في ظل غياب المراقبة الكافية، وفي ظل التسيب الذي تشهده هذه المحطة الطرقية بالخصوص في مثل هاته المناسبات. وفي جولة سريعة للمحطة، عاينت هسبريس حالة من الفوضى، وملاسنات بين الركاب الذين يصرون على أداء التعريفة القانونية، وبين أصحاب التاكسيات الذين يعتبرون أن تلك الزيادة أملتها ظرفية خاصة. ووجد المواطنون أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه بعدما استحال على عدد كبير منهم إيجاد مقعد شاغر بإحدى سيارات الأجرة كبيرة الحجم، حيث فضل عدد منهم العودة إلى منازلهم على الانتظار ساعات تحت أشعة الشمس، والتسابق المجنون لحجز مكان لهم في طاكسي يمتلئ حتى قبل أن يتوقف. هذه الفوضى استدعت حضور رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بعمالة إقليمسيدي سليمان، وباشا المدينة، والسلطة المحلية، ورجال الأمن من أجل ثني أرباب الطاكسيات عن هذا التسيب الذي يرهق جيوب المواطنين، ومحاولة إقناعهم باعتماد تسعيرة مناسبة. كريم المجداني، طالب جامعي بالرباط، استنكر "ارتفاع ثمن الرحلة في اتجاه الرباط إلى 100 درهم مقابل 40 درهما في الأيام العادية". وأضاف، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "هذه الزيادة غير معقولة، وتعد خرقا سافرا للقانون وضربا للقدرة الشرائية للمواطنين"، مشيرا إلى أن "أغلب المسافرين من الطلبة والعمال البسطاء". من جهتها، قالت سعيدة لشهب إن "رفع التسعيرة تصرف يعاقب عليه القانون، وما دام لا يوجد أي قرار صادر عن عامل إقليمسيدي سليمان بشأن تحيين أو رفع الأسعار، فإن أي زيادة في التعريفة تكون قد تمت خارج القانون، وهو أمر غير مقبول". فيما طالب عبد الله هدا، عن جمعية حماية المستهلك، ب"التدخل العاجل والفوري للمسؤولين عن تنظيم هذا القطاع، خصوصا في مثل هذه المناسبات التي تعرف فيها زيادة غير معقولة"، مشددا على ضرورة "معاقبة المخالفين بإنجاز محاضر في حقهم وسحب الرخص منهم". من جانب آخر، أوضح سائق طاكسي، رفض الكشف عن هويته، أن "الصراع الدائر حاليا بين أرباب طاكسيات سيدي سليمانوالقنيطرة هو الذي فرض هذه الزيادة البسيطة"، مضيفا أن "سيارة الأجرة التي تنطلق من سيدي سليمان في اتجاه القنيطرة تعود بدون ركاب بسبب هذا الصراع، وهو ما استدعى هذه الزيادة لتعويض بعض الخسائر". وأمام استفحال حالة الفوضى عاينت هسبريس حضور عميد الشرطة، مصطفى البكري، الذي ألزم أصحاب الطاكسيات باعتماد التعريفة القانونية بدون زيادة، واعدا الركاب بأنه سيشرف بنفسه على تنظيم العملية حتى يتمكن الجميع من السفر في أمن وأمان.