في فسحة كتابية أخرى مقرونة بجماليات الأسلوب وسلاسته، وبالكثير من المحطات الثقافية والإنسانية والتأملات، يطالعنا المُؤلف الجديد للأديب والأكاديمي الدكتور عبد اللطيف شهبون "مرافئ مغربية"، محتضناً بين دفتيه العديد من الوجوه والأصوات والتجليات والرؤى الشعرية. الكتاب يمتاز بقدرة تعبيرية ولغوية أنيقة ومقاربات منهجية، ويسافر عبره الكاتب في جغرافيات وعوالم ومع رموز إبداعية مغربية وكونية، من خلال استحضار وتحفيز المخيلة في الوقوف على محطات حياتية ويوميات وصداقات ووجوه وكتب وأقلام إبداعية ومشاهد وفضاءات معرفية مختلفة، تفاعل معها الأديب شهبون، وأثرت في وجدانه، وهو ينفتح على التراث الإنساني العريض ببصره وبصيرته.. نقتطف من الغلاف الأخير للكتاب هذه الكلمة التي تمهّد حواسّنا للطّريق: "تحت تأثير التركيز الزمني والتكثيف العاطفي، يكتب الشاعر قصائده وهو في درجة عالية من التوتر..يكتبها بمداد قلبه مانحاً إياها قوة إيجابية ونفسا مولّداً، ليلتقط القارئ ما يكتبه، يتفحص كلماته فيتعرف إلى نبضات قلب الكتابة مكتشفا توترها، رابطاً ذلك بحساسيته الخاصة..ينقل الشاعر تجربته فيصيرها القارئ الشغوف تجربة خاصة به، بعد أن يتسلل إلى ذبذبات كلمات الشاعر مسقطا عليها شعوره الذاتي". تجدر الإشارة إلى أن كتاب "مرافئ مغربية" صدر عن منشورات سليكي أخوين بطنجة في 233 صفحة من الحجم المتوسط.