أكد الدكتور رضوان غنيمي، أحد المؤطرين ضمن بعثة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج التي استفادت منها الجالية المغربية في ألمانيا خلال شهر رمضان، عن مدى تعطش الجالية المغربية للتأطير الديني. وفي تصريح صحافي أشار غنيمي، الذي يعمل كأستاذ للفقه وأصوله بكلية العلوم الشرعية بجامعة ابن زهر في مدينة السمارة، إلى الحضور القوي للمغاربة المقيمين في ألمانيا وكذا جاليات مسلمة أخرى في الندوات ودروس الوعظ التي قدمتها البعثة الدينية المغربية طيلة شهر رمضان المبارك. ولفت المتحدث الانتباه إلى النقص والخصاص الذي يعرفه جانب التأطير الديني وأهمية تعميم النموذج الإسلامي المغربي الذي يعرف بالوسطية والاعتدال على جميع المساجد المغربية في ألمانيا. ولخص مهمة المؤطر الديني في تبسيط و تقريب مضامين الشريعة الإسلامية و أحكامها و حسن تنزيلها، و ذلك من خلال الندوات العلمية و دروس الوعظ و الإرشاد التي تراعي واقع وخصوصية الجالية المغربية حسب دولة الإقامة. وأشار الى أنه حرص على " تنويع مضامين هذه الأنشطة وفق ما يستجيب لمتطلبات الجالية المغربية المقيمة في ألمانيا، سواء على مستوى الغذاء الروحي المتعلق بتقريب قيم السلام والإخاء لتحقيق التعايش والاندماج مع الاخر أو على مستوى بيان الاحكام الفقهية العملية للقضايا المتعلقة بالمعاملات والعبادات.". كما انصب اهتمامه بالأساس على مخاطبة الشباب باعتبارهم الفئة العمرية الأكثر نشاطا واندماجا، والأكثر حاجة لإدراك قيم الإسلام السمحة وتعاليمه القاضية بوجوب حسن معاملة الآخر، وذلك وفق مبادئ التدين المغربي الداعي الى الحوار وتقبل الآخر ونبذ التطرف والغلو. للإشارة فقد استفاد مغاربة ألمانيا على غرار باقي أفراد الجالية المغربية المقيمة في دول أخرى، من البعثات الدينية التي نظمتها مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة المغربية في فرانكفورت من خلال إرسال 40 مشاركا يتوزعون ما بين واعظ ومقرئ ومشفع ومرشدة، وكذا المنظمة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنسيق مع المجلس المركزي للمغاربة في ألمانيا من خلال إرسال 26 مشاركا يتوزعون ما بين 24 مقرئ و4 وعاظ منهما مرشدتين .