المغرب واحد من أكثر البلدان الإسلامية الثلاثة حضورا، عبر الأئمة والمرشدين، في شهر رمضان الكريم في أوروبا والعالم، للسهر على إمامة الصلاة وإلقاء المحاضرات والمواعظ الدينية بالمساجد وأماكن العبادة المساجد الإسلامية وحمايتها من كل غلو وتطرف، كما تقوم بتوفير التأطير الديني للجالية المغربية في العالم. إذ كشفت آخر المعطيات والأرقام المحينة أن أكثر من 700 إمام ومرشد وواعظ مغربي شدوا الرحال منذ الجمعة الماضي إلى أوروبا، من أجل تقديم خدمات دينية وروحية في المساجد المرتبطة بالمغرب إلى نهاية الشهر الكريم. وقامت الجهات المختصة المغربية التي عملت على انتقائهم وتأطيرهم بوضع خطوط حمراء لا يسمح للأئمة والمرشدين والمرشدات تجاوزها، من بينها الخوض في القضايا السياسية والمسائل المثيرة للجدل في البلد المستقبِل واحترام ثقافة البلد المستقبل، بحيث إن كل ما تجاوزها معرض لعقوبات لم يتم الكشف عن طبيعتها. هذا ما كشفه تقرير لوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”. في المقابل، اكتفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكشف عن توجه بعثة تضم 422 من الأئمة والمرشدات إلى عدد من بلدان العام بهدف التأطير الديني للجالية المغربية المقيمة بالخارج. وإذا كانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعثت 422 إماما ومرشدا ومرشدة، فإن مؤسسة الحسن الثاني ساهمت بجزء مهم من الطاقم المغربي، إذ أرسلت 253 إماما ومرشدا ومرشدة لتمكين كل أفراد الجالية المغربية من هذه الخدمة الروحية والدينية، لا سيما أن أعدادهم تقارب ال5 ملايين نسمة، أي 10 في المائة من مجموع سكان المملكة. فيما المجموعة الثالثة من الأئمة والمرشدين، يزيد عددهم عن ال100، هم عبارة عن أفراد مستقلين يتم التعاقد معهم من قبل مساجد وجمعيات أوروبية، دون المرور عبر الجهات الرسمية المختصة المغربية، مرتبطة روحيا بالمملكة، وفق “إيفي”. وبخصوص الدول الأكثر حاجة إلى الأئمة المغاربة نجد فرنسا التي تحتل الصدارة ب224 إماما ومرشدا، متبوعة بإسبانيا ب170 إماما، وبلدان مثل إيطاليا وألمانيا وبلجيكا، حيث يستقر الآلاف من المهاجرين المغاربة. فيما اقتصر إخبار وزارة الأوقاف المغربية على تأكيد توزيع أعضاء البعثة، التي تم الإعلان عنها، وفق حجم وجود الجالية المغربية جغرافيا، (فرنسا (164)، وإسبانيا (56)، وهولندا (24)، والسويد (6) والدنمارك (9)، وألمانيا (26)، وإيطاليا (62)، وبلجيكا (49)، وكندا (25)، والغابون 1). محمد رفيق، الإطار المكلف بمرافقة ومواكبة الأئمة والمرشدين المغاربة بأوروبا، أبرز أن ال422 المحسوبين على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تم عقد اجتماع معهم، يوم الجمعة الماضي قبل المغادرة صوب أوروبا، حيث تم تذكيرهم أن مهمتهم الأولى والأخيرة “روحية خالصة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التعليقات السياسية ممنوعة”. المسؤول ذاته أشار، كذلك، إلى أن السواد الأعظم من البعثة المغربية يغلب عليه الأئمة، إذ بلغ عددهم 361 إماما، فيما لا يتجاوز عدد المرشدين والمرشدات 61 شخصا، 32 منهم مرشدات. وأضاف أن شروط اختيار الأئمة والمرشدين هي: التمكن من حفظ القرآن، صوت جيد، والخطابة؛ علاوة على احترام قانون كل بلد وعدم الخوض والتعليق في القضايا المثيرة للجدل في بلدان الاستقبال. في حين اكتفى المسؤول عينه بإبراز أن إتقان أو الحديث بلغة بلد الوجهة لم تكن شرطا ضروريا لاختيار الأئمة، إذ إن الجهات المستقبِلة هي من ستتكلف بترجمة مضمون خطب المرشدين المغاربة في حالة الحاجة إلى الترجمة. وبالعودة إلى “المحرمات” على الأئمة والمرشدين، قال رفيق إن كل الأئمة مراقبون لتجنب أي انزياح على المهمة الرئيسة، والتي هي التأطير الديني والروحي، قبل أن يستدرك قائلا إن كل الأشخاص الذين يتم اختيارهم يكون لديهم بروفايل كامل، بما في الجانب الأمني، أي أنهم يتسمون جميعا بالوسطية والاعتدال، وفق أكثر من مصدر. من جانبه، شدد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، على أن الأئمة والمرشدين هم “سفراء” في المغرب كما في البلدان التي يتوجهون إليها، وأنهم يوجدون في أوروبا في هذا الشهر الكريم “لنشر الإسلام المعتدل”. وإذا كان الأئمة والمرشدون التابعون للوزارة ومؤسسة الحسن الثاني مؤطرين ومراقبين ويحاسبون، فإن الفئة الثالثة المكونة من المستقلين يتم التعاقد مها من قبل المساجد والجمعيات الإسلامية القريبة من المغرب، إذ أن إسبانيا وحدها استقبلت هذه السنة 80 إماما ومرشدا تقريبا. هؤلاء يحصلون على التأشيرات من القنصليات الأجنبية كما لو أنهم مواطنون عاديون، باستثناء المقابلات التي تجرى معهم لتحديد أهداف طلب التأشيرة، وفق مصادر دبلوماسية. يُشار إلى أن أغلب الدول التي تبعث الكثير من أئمتها ومرشديها إلى الخارج، هي مصر وتركيا. هذا، ووزعت هذه المجموعة من الوعاظ والواعظات، الذين سيسهرون على إمامة الصلاة وإلقاء المحاضرات والمواعظ الدينية بالمساجد وأماكن العبادة، بناء على الاتفاق الذي يتم مع سفارات وقنصليات المملكة بالخارج، وكذا الهيئات المسيرة للمساجد المغربية في البلدان المعنية.