عصير المزاح -28-: استهداف الفئات الهشة.. سقوط ضحايا جدد

هذا مقال مشتت، كتبته بذهن مشتت. سأشتت أمامك أفكاري، وما عليك إلا أن تعزل ما يناسبك، ولا تؤاخذني على عدم الربط بين الأفكار، يكفيني ربط سيور حذائي. أنا أنحدر من سلالة استوطنت المغرب قديما، هي سلالة أكلة لحوم البقر والغنم والماعز والجمل. وإذا اسْتضفتني يوما في بيتك، فاحرص على أن تطعمني لحما، ولا شيء سوى اللحم، فقد توترت العلاقات بيني وبين صديق سابق، وكادت الأمور تصل إلى المحاكم، والسبب أنني اضطررت للمبيت عنده، وعوض أن يُعشّيني باللحم صدمني بصحن سباكيتي، ولقد كان أهون عليّ أن يسبني بأمي على أن يأتيني بتلك السباغيتي المقرفة بدل اللحم المهبر. فلا تحلم بأن تصادف يوما مغربيا عاشبا باستثناء الجزار لأنه يتعشى باللفت المحفور.
ما هي الأغنية المفضلة لديك؟ أنا أدمن الاستماع لأغنية "اِسرقوني كل سنة مرة.. حرام تنسوني بالمرة"، فمن المرجح أن أفقد ثقتي بنفسي إذا لم أتعرض للسرقة ولو مرة في السنة. هذه الحالة يسميها علماء النفس ب "نشوة السرقة".. ليس أن تَسرق، بل أن تُسرق. ولا أخفيك كم أنتشي وأصل إلى ذروة انتشائي عندما أتعرض للسرقة، ما يؤدي إلى إفرازات غزيرة لهرمون السعادة في دمي. الأبناك تسرقني. الشركات الكبرى تسرقني. حكومتي تسرقني. زوجتي تسرقني.. فإياك أن تحسدني وتسرق سعادتي.
حكومتي تستهدف الفئات الهشة ببرامجها التنموية. وكمواطن هش، استهدفتني الحكومة، هذا المساء، ببرامج تلفزيونية خُنْفُشارية، سبّبت لي الكثير من القرحة في معدتي. لذلك غيّرت القناة لأجد مذيعة تستضيف عالما جالسا في المجلس العلمي. العالم قال للمذيعة إنه لا يعرف شيئا في العلوم الفيزيائية والطبيعية. المذيعة سألت العالم "هل يجوز للمرأة أن تأكل خصية الخروف، أجلّكم الله؟" و"هل يجوز للمؤمن أن يطلب الهداية للشيطان، هدانا الله؟".
وأنا رجل متحجب وملتزم. ملتزم بأداء ضرائبي. ملتزم بهدنة وقف إطلاق النار بيني وبين زوجتي وجيراني. ملتزم بالحضور الفاعل في كرنفال النفاق في مجتمعي. ولا أستهزئ بأحد. لا أستهزئ إلا بامرأة تضع حجابا ورديا لا يغطي كامل عقلها.. فطوبي للرجال المتحجبين.
العيطة عليك
مبادرات محمودة تلك التي تقدم عليها الحكومة في إطار استهدافها للفئات الهشة والفقيرة. عليها فقط أن تخبر ذوي الفئات الهشة بضرورة الاختباء في أماكن آمنة قبل أي عملية استهداف، وذلك لتجنب سقوط المزيد من الضحايا تحت خط الفقر.
نصائح مول الكوتشي
أنتِ مقبلة على الزواج؟ تبحثين عن شريك الحياة؟ إليكِ هذه النصيحة: إذا قال لك "فين ألغزال؟"، فاعلمي أنه يمهد لاصطيادك تماما كما يصطاد النمر الغزال.. فنحن نعود دائما إلى طبيعتنا التي نتقاسمها مع حيوانات الغابة. إنها فرصتك لنصب الفخ. أسْبلي الرمشين على العينين الناعستين الحالمتين. سيري أمامه بخطوات مضبوطة جيدا.. ليست ضيقة كثيرا لئلا يظن أنك بطة وليست واسعة جدا لئلا يظن أنك ناقة. أتقني نصب الفخ ولا تدعي "لفْريسة" يفلت من يدك.
www.facebook.com/fettah.bendaou