أذهب إلى سوق السمك والخضر والفواكه ثلاث مرات في الأسبوع، ليس بهدف الشراء، بل من أجل التنزه. والحق أنني أُمتّع عيني بمناظر رومانسية رائعة؛ فواكه استوائية فاتنة وأنواع من أسماك طازجة، دمها على خدها، تغريني وتستدرجني وأتمنّع وأنا راغب علامة. وعملا بنظرية "المهم هو المشاهدة"، أكتفي فقط بمشاهدة الخيرات السمكية معروضة في السوق أو عبر شاشة التلفاز. كلما ذُكرت كلمة "حوت" أتحسّس جيبي. ولكي لا تصاب بصعقة كهربائية، هاك هذا الخبر العازل: منظمة "الفاو" تضع المغرب ضمن أكبر الدول المنتجة للأسماك في العالم. حلل الخبر وناقشه في ضوء الشمعة ترشيدا لاستهلاك الكهرباء. هذه البلاد مشمسة طوال النهار ولها واجهتان تطلان على البحرين والجيران أناس محترمون.. إذا اشتريتَها تحصل معنا على هدية مجانية: بُراق جديد يبرُق، ملفوف بالسلوفان. هناك أنواع من الأسماك ستعيش أمك وتموت دون أن تأكلها، دون حتى أن تراها بأم عينها. ويبقى السردين رجلا يُعتمد عليه، فنحن ندور وندور ونرجع إليه. السردين هو الراعي الرسمي للمائدة المغربية. وإذا لم تجد ما تحب، أحبّ ما تجد. ولا تستهن بالسردين وتسميه صرصار البحر، فما أكثر الأسر التي لا تتناول السردين لأنه ليس في متناول جيبها. ولا يُنصح باستهلاك الأسماك للأشخاص الذين يعانون من حساسية في الجيوب الأنفية، لأن الدخان المنبعث من لهيب الأسعار يدمر تلك الجيوب. وللأسماك أضرار لا يمكن إنكارها، فقد أثبتت الدراسات أن بعضها تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، وهو معدن سام. تجنبْ تناول الأسماك أو حتى الاقتراب من أماكن بيعها، خاصة إذا كنت من المصابين بفيروس نقص المناعة النقدية. في السوق، وضعت أصبعي في أذني وأطلقت صرخة مدوية، تردد صداها. المتسوقون لم يتسوقوا لي. جاءني متسوق واحد، سألني عن سبب صرختي، قلت إنني تعرضت للسرقة..لص سريع سرق كرامتي بخفة وتبخر كخيط دخان. أخذني الرجل من ذراعي وصار يطوف بي في جنبات السوق وهو ينادي: ساهموا في شراء كيلو سردين لهذا المسكين. ماذا لو..؟! ماذا لو تم الضرب على يد المضاربين الذين يوجهون ضربات قوية لقدرتنا الشرائية؟..ماذا لو تم تخفيض أسعار الأسماك من النوع الممتاز؟.. ماذا لو صار السلمون وسمك موسى وجبة حاضرة باستمرار على موائد "محدوري الدخل"؟. نصائح "مول الكوتشي" يجب عليك إعادة برمجة عقلك..عقلك مليء بالفيروسات.. ما عليك إلا الإسراع بفرمطته. بادر دائما على التحدث أمام عدد كبير من الناس..فقط لا تنس أن تحمل معك ما يكفي من مناديل الورق لتجفيف العرق، وما يكفي من الماء لترطيب حلقك الناشف. www.facebook.com/fettah.bendaou