تعالت أصوات حقوقيين وعائلات معتقلي حراكيْ الريف وجرادة، السبت، للمطالبة بإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، رافعين شعارات: "من أجلنا اعتقلوا ومن أجلهم نناضل"، و"حرية، كرامة، عدالة اجتماعية". وفي هذا الإطار طالبت خديجة الرياضي، الناشطة الحقوقية، بضرورة إطلاق سراح معتقلي الريف وجرادة، و"إصلاح الأوضاع الكارثية للحد من الممارسات الانتقامية التي يتعرض لها هؤلاء المدافعون عن حقوقهم". وقالت الرياضي، في تصريح لهسبريس، إن هؤلاء المعتقلين تعرضوا ل"انتهاك أبسط حقوقهم"، مضيفة أن "المعتقلين هم مدافعون عن حقوق الإنسان، وعن حقوق الساكنة، سواء في الريف أو جرادة أو في مناطق أخرى، ولكنهم يقبعون اليوم في السجون بسبب نضالهم، وبالتالي هم معتقلو رأي". وتابعت الرياضي قائلة: "تعرضوا لمحاكمة سياسية جائرة، وحكم عليهم بأحكام ظالمة وجائرة"، مشددة على ضرورة تصحيح الأوضاع بإطلاق كافة معتقلي الحراكين. من جانبها، قالت حنان حاكي، أخت أحد معتقلي حراك الريف، إن المعتقلين يمضون اليوم رمضان الثالث خلف الأسوار بعيدا عن أسرهم وعائلاتهم. وأضافت حاكي، في تصريح لهسبريس، أن "المعتقلين محرومون من عائلاتهم لثالث رمضان فقط لأنهم طالبوا بالكرامة والحق في العيش الكريم"، مؤكدة أنهم "أبرياء يجب إطلاق سراحهم اليوم قبل الغد". وتأتي الوقفة بعد أيام من لقاء "المبادرة المدنية من أجل الريف" مع أحمد شوقي بنيوب، المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، وأمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهو اللقاء الذي كشف خلاله المندوب الوزاري لحقوق الإنسان بأنه يعد تقريرا خاصا حول الوضع في الحسيمة، سيوجَّه إلى الجهات العليا ليكون في الملف نوع من الانفتاح والانفراج. كما تم عقد لقاء مع عائلات معتقلي حراك الريف بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان خُصص لتدارس مجموعة من النقاط التي تهم وضعية المعتقلين الموزعين على سجون المملكة، وخلص إلى ضرورة "عقد لقاءات قادمة لتعميق النقاش". جدير بالذكر أن عائلات معتقلي حراك الرّيف ما زالت تترقّبُ تحركاً رسمياً لتجْميعِ كافة "نشطاء الحسيمة" في أقربِ سجنٍ إلى ذويهم، وهو سجن الناظور 2 (سجن سلوان)، وتحسين وضعيتهم، خاصة بعد الوعود التي قطعتها المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج بتجْميعهم في جناح مشترك داخل السجون التي رُحّلوا إليها. وكشفت العائلات، في وقت سابق، عن تشكيلها لجنة تقنية عهد إليها بمهمة التنسيق بين عائلات المعتقلين الموزعين على مختلف السجون، داعية إلى "تعميق التواصل بين المعتقلين عبر عائلاتهم للحفاظ على انسجام مواقفهم ووحدة كلمتهم". وأكدت على إلزامية "إيجاد مخرج حقيقي لأزمة الريف وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين".