قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن "الدولة سعت إلى تكريس الطاعة العمياء والخوف الدائم في المدرسة". أنا متفق معك، بل سرّني كلامك، وأريد أن أغني لك "مُدرِّستي الحلوة" لكن ظهري يؤلمني. الطاعة والخوف نعمتان حقيقيتان في مدرستنا، ولا تعرف قيمتهما إلا المجتمعات التي فقدتهما. يسير الأستاذ داخل المدرسة مزهوا وهو يسمع "يعيش.. يعيش" كأنه طاووس منفوش الريش. تلاميذه يطيعونه طاعة عمياء، وهو يحترمهم احتراما أعمى، لا يعنّفهم كي لا يعنّفونه، فهو كائن مسالم، لا يرفع يده على أي تلميذ إلا دفاعا عن النفس. صحيح أن الخوف متوفر بما يكفي داخل المدرسة. فالمدرسة منتج كبير لمادة الخوف. والحق أن الخوف متبادل بين التلاميذ وأساتذتهم؛ فالتلاميذ يخافون ألا يسمح لهم أستاذهم بالتكيف.. مع الأوضاع داخل القسم. فلا تقل ممنوع التدخين، بل قل ممنوع التدجين. وللمدرسة دور كبير في تدجين التلاميذ والتلميذات. ولا يُسمح للحارس بتربية الدواجن في المدرسة إلا إذا واظب على ذبح أجودها وتحميرها ودعوة المدير والمفتش أو من ينوب عنهما لمصمصة الصدور والأفخاذ. ولا يُسمح للتلميذات بالتدجين داخل المدرسة إلا إذا كانت سراويل الدجين ممزقة عند الركبة اليمنى فقط. الأساتذة بدورهم يخافون، خاصة في فترات الامتحانات الوطنية، من أن لا يصلوا إلى منازلهم بأعضائهم كاملة غير منقوصة. نعم، هناك طاعة عمياء، لذلك تواظب الأستاذة على زيارة طبيب العيون. ولا يخفى عليك أن تصحيح أوراق التلاميذ يقتضي بالضرورة تصحيح النظر عند الطبيب. ولأن المدرسة تنفتح دائما على محيطها، فقد اكتفتْ من الطاعة والخوف وصدّرتهما خارج أسوارها. أستاذتي، أغبطك على طاعة قطتك لك طاعة عمياء، فقط احرصي على تزويدها بما يكفي من علب السردين. أستاذي، هل ما زلت تعانين من نوبات الخوف والهلع التي تعتريك دائما مع اقتراب نهاية الشهر خوفا من أن تكرّمك وزارتك باقتطاع يربك حساباتك الفارغة؟ وكم أحب أن أجلس وأغني لك مدرستي الحلوة لكنني قمتُ للمعلم أُوفّهِ التبجيلا. ماذا لو..؟ ماذا لو أنشأنا في كل حي، في كل مدينة، ناديا نسميه "نادي الصراخ" بحيث تؤدي ثمن الاشتراك وتذهب إليه في أوقات محددة.. وتلتقي فيه بأشخاص آخرين.. يُعطيكم المدرب الانطلاقة فتبدؤون بالصراخ بكل ما أوتيتم من قوة.. صراخ مدوّ.. ثم تأخذون دوش وتعودون أدراجكم. نصائح مول الكوتشي أكتب وصيتك.. وحدد بالضبط أسماء أفراد عائلتك الذين سيتكفلون بتسديد ديونك المتراكمة. لا تنتقد نفسك.. لا تجلد نفسك بنفسك.. هناك دائما من سيتطوع للقيام بالمهمة نيابة عنك. www.facebook.com/fettah.bendaou