صنفت المملكة ضمن الدول التي ترتفع فيها نسبة الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من انخفاض الوزن، وهو ما يدعو إلى "اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء انخفاض الوزن عند الولادة، وضمان توفير الرعاية السريرية للأطفال الصغار، وأن يتم وزن كل الأطفال عند الولادة وتسجيل ذلك في البطاقة الصحية"، حسب دراسة حديثة شارك في إنجازها باحثون من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة ومنظمة "اليونيسف" ومنظمة الصحة العالمية. الدراسة التي شملت 148 دولة و281 مليون ولادة، ونشرت نتائجها في مجلة "لانسيت غلوبال هيلث" العلمية، قاست معدلات انخفاض الوزن عند الولادة خلال سنة 2015، مؤكدة أن المعدل يتراوح في المغرب ما بين 15 و19 بالمائة. وتنخفض النسبة في كل من الجارتين الجزائر وتونس لتتراوح ما بين 5 و9 بالمائة، وهي النسبة نفسها المسجلة بمختلف دول أوروبا؛ ناهيك عن أن أكثر من 20 مليون طفل في العالم يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة، بما يعادل حوالي طفل من بين كل سبعة أطفال في جميع أنحاء العالم. وتؤكد الدراسة أن الانخفاض السنوي في معدلات انخفاض الوزن عند الولادة سيحتاج إلى مضاعفة وتيرة الجهود الحالية، لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض معدل انتشار انخفاض الوزن عند الولادة بنسبة 30 بالمائة بين عامي 2012 و2025. ويوضح مرسيدس ديونيس، المؤلف المشارك في الدراسة والخبير بمنظمة الصحة العالمية، بعض الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة قائلا: "يمكن أن يولد الطفل في وقت مبكر جدا، أي قبل إكمال 37 أسبوعا من الحمل، أو يمكن أن يولد صغيرا جدا بسبب تأخر النمو داخل الرحم.. وبالطبع هؤلاء هم الأطفال الأكثر عرضة لخطر العواقب السلبية". وعن مخاطر انخفاض الوزن عند الولادة، قال ديونيس: "يعاني أكثر من 80 بالمائة من حديثي الولادة الذين يموتون كل عام من انخفاض الوزن. كان ثلثا هؤلاء من الخدج والثلث الآخر بسبب تأخر النمو. من يبقون على قيد الحياة لديهم أيضا مخاطر متزايدة للإعاقة والتوقف عن النمو في الطفولة أو مشاكل النمو أو السلوك، وكذلك على المدى الطويل لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري". يذكر أن نحو ثلاثة أرباع هؤلاء الأطفال يولدون في جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتؤثر المشكلة كذلك على البلدان مرتفعة الدخل في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، حيث لم يتحقق أي تقدم تقريبا في خفض معدلات انخفاض الوزن عند الولادة منذ عام 2000.