خرج العشرات من قاطني دور الصفيح بمدينة سيدي يحيى مرددين شعارات من قبيل: "العمران كلات البلاد والسلطة ترعى الفساد"، "العمران بالسيف تذبح والسلطة دايرة مسرح"، "ما بغيناش مابغيناش مسؤولين بلا إحساس"، "سيدي يحيى دمرتوه والشباب سيستوه"، في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بمدينة سيدي يحيى الغرب، الأربعاء أمام مقر الباشوية بعد صلاة التراويح. ويأتي هذا الشكل الاحتجاجي من طرف سكان دور الصفيح بمجموعة من أحياء المدينة ردا على "تهميشهم وتجاهل مطالبهم من طرف المسؤولين، وغياب حوار من أجل إيجاد حل لمعاناتهم". ويعيش سكان "دوار السكة" و"المنطقة الفيضية" و"مستودع الخشب" و"المارشي" منذ سنوات على أمل إيوائهم في تجزئة حي الوحدة 4 التابعة لشركة العمران من أجل تحسين ظروف عيشهم، ووضع حد نهائي لسلسلة من المشاكل الاجتماعية الصعبة التي ظلوا لفترة يتخبطون فيها بعدما تم ترحيلهم وهدم "براريكهم". حكيم السالمي، عضو لجنة الحوار ب"المنطقة الفيضية"، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية" إن "هذا التجمع السكاني تقطنه حوالي 388 أسرة، تعيش حالة كارثية مع تعاقب فصول السنة، إذ توجد به برك مائية ومستنقعات منتشرة في كل مكان، ما يؤدي إلى انتشار الحشرات الضارة بصحة الأطفال والشيوخ". واستنكر أمين مال جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان فرع سيدي يحيى "إيواء 17 أسرة تعرضت دورها الصفيحية لحريق داخل محلات تجارية ب"مارشي" مخصص للخضر والفواكه والأسماك، في ظروف تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم"، مشيرا إلى أن "المسؤولين وعدوهم ببقع سكنية بمجرد استكمال تجهيز حي الوحدة، لكنهم أخلفوا وعدهم". من جهته اعتبر رشيد المحيب، من ساكنة "دوار السكة"، أن "مرور قطار الملك الراحل الحسن الثاني من مدينة سيدي يحيى سنوات التسعينيات كان سببا في ترحيل التجمع الصفيحي المجاور للسكة الحديدية"، مضيفا: "تم تنقيل أكثر من 560 أسرة مؤقتا إلى منطقة خضراء في انتظار تهييء تجزئة حي الوحدة التي تم تفويتها لشركة العمران بثمن رمزي مقابل إيواء كل التجمعات الصفيحية الموجودة بالمدينة". وأضاف رئيس جمعية الأمل لمستقبل بدون صفيح وبيئة نظيفة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "البقع التي كانت مخصصة لساكنة "دوار السكة" في حي الوحدة 1 و2 و3 تم تفويتها لأناس لا تتوفر فيهم شروط الاستفادة وبطرق غير قانونية، فيما بقيت الأسر المتضررة في طابور الانتظار"، مشيرا إلى أن "الحسين أمزال، عامل إقليمسيدي سليمان السابق، كان قد أعطى وعودا للساكنة إثر اعتصام أقامته سنة 2015 بحل جميع مشاكلها، لكنه رحل وبقيت الوعود كلاما على الشفاه". وحمل المتحدث ذاته المسؤولية الكاملة لعامل عمالة إقليمسيدي سليمان الحالي، "الذي لا يقوم بمهامه بالشكل المطلوب تجاه ساكنة الإقليم عامة وساكنة دور الصفيح بسيدي يحيى الغرب خاصة، وذلك بإغلاق باب الحوار في وجه المتضررين وعدم التعامل مع ملفهم المطلبي بشكل إيجابي"، وفق تعبيره، منبها إلى أن "المحتجين وعدوا بالتصعيد في أشكالهم النضالية إذا ما استمر الساهرون على الشأن المحلي في نهج سياسة التهرب من المسؤولية ولعب دور المتفرج، في غياب تام لأي مبادرة حقيقية لتنمية المدينة".