خلقت كلمات قالها أبو زيد المقرئ الإدريسي، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية وعضو لجنة التعليم والثقافة والاتصال بالغرفة الأولى، حول رواية "رواء مكة" للكاتب حسن أوريد، الجدل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وجعلتها الرواية الأكثر طلبا خلال الأسبوع الماضي. الرواية التي تتحدث عن رحلة شخص كان يشكك في الدين إلا أن رحلة الحج كانت سببا في قلب جميع قناعاته، اعتبرها المقرئ الإدريسي الكتاب الذي يمكنه أن يؤثر في من يقرؤه، بل ويغير قناعاته، قائلا: "أتحداكم أن تقرؤوا هذا الكتاب ولا تتغيروا؛ فمثل هذه الكتب هي التي تغير الإنسان". الجدل المطروح حول الرواية دفع كثيرين يجعلونها فرصة للدعوة إلى القراءة واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل معلومات حول الكتب، واستغلالها في التثقيف والتوجيه عوض ما يذهب إليه كثيرون في استغلالها في خلق "البوز". وتقول خديجة الزومي، النائبة البرلمانية عن حزب الاستقلال، "ما المناسبة التي جعلته كتاب الأسبوع؟ وهل هي بداية لقراءة جماعية فيسبوكية؟ مهما كان منسوب المركتينك عاليا ومفعوله قويا فالظاهرة لها قيمتها الكبيرة، على الأقل نرتقي ونبتعد عن القاع المزدحم". وتواصل الزومي في تدوينة فايسبوكية: "أن نخوض في مناقشة الرواية، ونقرأها من باب الفضول أو المعرفة أو بحثا عن نهم شهي يروي جانبا من ذواتنا كلها أمور إيجابية،... مناسبة ليس لطرح الأسئلة المتناسلة بكل سخاء... بل لنجعل من هذا الفضاء سياقا ثقافيا عوض أن يبقى حبلا لنشر غسيل أوساخ العلاقات التي باتت مأزومة إلى حد السُّعار". وتؤكد المتحدثة: "طرح الأسئلة. واستنباط أحكام القيمة، والحديث عن الرواية وصاحب الرواية وحالته قبل الرواية وبعدها كلها أمور وإن تشعبت فهي ترقى بالفكر وتؤسس للنقاش الواعد ليس إلا". ربيع السملالي، كاتب مغربي، قال: "منذ تكلّم الأستاذُ أبو زيد عن "رَواء مكة" والرسائل لا تكفّ في هاتفي عبر الواتساب، يسأل أصحابها عنها بكلّ شوق وشغف، حتّى خُيّلَ إليَّ أنَّ الأمّة تتأهب لفتح جديد! .. وقلت بيني وبين نفسي: سبحان الله هذه رواية أثنى عليها رجل مشهور فصار الكل يطلبها ويبحث عنها، ليقرأها ويستمتع بمقاصدها ومعانيها، فكيف لو فطن عامّة النّاس أنّنا -نحن مدمني القراءة- نرى في الكتب ما يرى هؤلاء الشباب الآن في هذا الكتاب؟!". ويواصل الكاتب: "ولك أن تتخيّل معي لو كانت الأمة الآن تبحث عن الكتب لقراءتها ومطالعتها، كما يفعل شبابنا المغاربة هذه الأيام مع هذه الرواية.. أكيد سنصبح في مقدّمة الأمم، وسيكون لنا شأن في العالم كما كان أسلافنا رضي الله عنهم!".