فندت ثلاث نقابات صحية بإقليم وزان الأخبار المتداولة بخصوص وفاة مريضة كانت تعاني من قصور كلوي، لاسيما تلك التي تتحدث عن الإهمال والتقصير نتيجة ما قيل "رفض استقبالها (المريضة) من طرف إحدى الممرضات لتمكينها من حصة التصفية وهي في حالة حرجة". وقالت الإطارات النقابية في بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه إن "أهم البنود المتضمنة في القرار الوزاري 02-802 الصادر في ال 27 من فبراير 2003، المحدد للمعايير التقنية الواجب احترامها وتوفيرها لاشتغال أي مركز تصفية الدم، أن يكون (المركز) تحت إشراف طبيب مختص في أمراض الكلى، وهو ما لا يتوفر بمركز تصفية الدم بوزان"، مشيرة إلى غياب طبيب أخصائي تابع للمركز منذ سنة تقريبا، إلى جانب افتقار المركز لطبيب له تكوين في هذا التخصص الحساس لأكثر من سنتين. وأضاف المصدر ذاته أن مركز تصفية الدم بإقليم وزان يدبر بطبيب وحيد يعمل كمتعاقد يومين في الأسبوع، مستحضرا عددا من النواقص التي تؤثر سلبا على العمل بالمرفق العمومي وتعريض حياة المرضى للخطر، موردا أنه من الناحية التقنية، فإن المركز لا يستجيب للمعايير المعتمدة لاستقبال المرضى. وقال بلاغ النقابات الصحية الثلاث: "خلافا لما هو شائع، فإن الممرضة لم تمتنع عن إجراء التصفية للهالكة، وإنما غياب عدد من الشروط العلمية حال دون تمكينها من حصة الدياليز". وأضاف القانون المنظم لمهنة التمريض "يمنع منعا كليا على الممرض القيام بمهام الطبيب، وخاصة حقن الأدوية للمريض دون وصفة طبية، كما أن حصة تصفية الدم تستلزم كتابة بروتوكول موقع من طرف الطبيب المختص أو طبيب له تكوين في المجال، وهو ما لم تكن تتوفر عليه المريضة". وحمّلت المكاتب الإقليمية للنقابات الصحية الموقعة على البيان وزارة الصحة المسؤولية الكاملة في وفاة الهالكة بسبب غياب أطباء اختصاصيين للإشراف على المركز، وكذا تقصير الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني وممثلي الساكنة بالبرلمان للضغط على الوزارة الوصية لحل مشكل الخصاص بهذا المركز. وناشدت المكاتب النقابية ذاتها إدارة المستشفى الإقليمي بوزان "وضع حد للتسيير العشوائي مع تفعيل القوانين الجاري بها العمل، ووضع برنامج عمل مشترك واضح وشفاف بين الإدارة والشغيلة، يتحمل فيه كل إطار مسؤوليته". كما ناشدت وزير الصحة وعامل الإقليم التدخل قصد حل مشكلة إلتحاق طبيب استفاد من الحركة الانتقالية من السمارة للعمل بمركز تصفية الدم بوزان دون أن يؤشر له مندوب وزارة الصحة بالسمارة على مقرر الانتقال.