يعيش مرضى القصور الكلوي بإقليم تاونات وضعا لا يحسدون عليه بسبب تأخر استفادتهم من تصفية الدم «الدياليز»، ومرور مدة طويلة دون أن تجرى لهم التحاليل الطبية، كما يقولون إن عددا منهم لم يتوصلوا بالأدوية المخصصة لهم الأمر الذي يهدد حياتهم ويجعلهم عرضة للوفاة في أي وقت. المرضى الذين نظموا وقفة احتجاجية، صباح يوم أمس الاثنين أمام عمالة الإقليم، وصفوا وضعهم الصحي بالكارثي إذ مازال 32 مريضا منهم ينتظرون دورهم للاستفادة من تصفية الدم في ظل النقص الشديد في الآليات بالمستشفى الإقليمي بتاونات. وشرح المرضى وضعهم الصحي القاسي في عريضة مذيلة بتوقيعاتهم، توصلت «المساء» بنسخة منها، موضحين أن وضعيتهم لم تعد تتحمل أكثر مما تحملوه لمدة ثلاث سنوات، بعد إغلاق مركز تصفية الدم بسبب تعرض بنايته لتشققات وتصدعات وصفت آنذاك بالخطيرة، وقد تم نقل معدات المركز، بحسب رسالة المرضى، إلى مقصف داخل المستشفى الإقليمي بتاونات، والذي أكدوا أنه تنعدم فيه الظروف السليمة للعلاج لضيق فضائه وانتفاء الشروط الصحية به. ولعل ما يضفي على وضعيتهم الصحية بعدا مأساويا هو الغياب شبه التام للطبيب المكلف بتصفية الدم، الذين قالوا إنه يرفض الدخول إلى القاعة المخصصة لهذا الغرض بدعوى عدم استجابة المقصف للشروط الطبية اللازمة. في السياق ذاته، أكد مصدر حقوقي اتصلت به «المساء» أن المرضى مازالوا يعانون من النقص الحاد في المعدات الطبية بمصلحة المستشفى المذكور، التي تعاني أيضا من النقص العددي في الأطر الطبية، موضحا أن 4 مرضى لقوا حتفهم في الشهور الأخيرة ولم يصلهم دورهم لأخذ حصة «الدياليز»، علما يضيف المصدر ذاته أن أغلب المرضى ضعفاء ولا يملكون الإمكانيات المادية للجوء إلى المراكز الخاصة الغالية الثمن. وأوضح المتحدث أن البناية التي كانت مخصصة للمرضى لم يتم إصلاحها رغم مرور ثلاث سنوات على ظهور التصدعات التي أصابتها بسبب الأمطار، وأن المحل الحالي هو عبارة عن مقهى للمستشفى مساحته لا تكفي لاستيعاب المرضى، زيادة على غياب المشرفة عليه مما يكبد المرضى مزيدا من الانتظار جعلهم يفقدون الأمل في الحياة وينتظرون شبح «الموت». وطالب مرضى القصور الكلوي، في الوقفة التي نظموها، بتحسين ظروف علاجهم وتوفير الآليات اللازمة وحضور الأطر الطبية. وقد اتصلت «المساء» بالمندوبية الإقليمية بتاونات قصد استفسار المندوب عن الموضوع إلا أن الكاتبة أخبرتنا بأنه في اجتماع.