عادت الجمعية الإقليمية لمرضى القصور الكلوي بخنيفرة إلى فتح المركز الجديد ل«الدياليز» في وجه وفد من السلطات المحلية والإقليمية، يتقدمه عامل الإقليم والكاتب العام وباشا المدينة، إلى جانب رئيسي المجلسين البلدي والإقليمي، وعدد من المنتخبين والمحسنين والفاعلين بالوسط الجمعوي والإعلامي، وذلك للوقوف على سير المركز وما عرفه من تطورات، وما تم تقديمه له من دعم وهبات في إطار المبادرات الإنسانية، وأيضا ما يتوفر عليه من تجهيزات ومعدات من التي وضعت رهن إشارة المرضى، فضلا عن مساهمات المحسنين والسلطات الإقليمية والمنتخبة والجمعيات. وتأتي "الزيارة الخاصة" بمناسبة تبرع أحد المحسنين ب 200 علبة من مادة أساسية في دعم المرضى بالدم والكريات الحمراء، والتي يبلغ ثمن كل علبة منها 1200 درهم، تم توزيعها بالمجان على المعوزين من المرضى. ولم يفت رئيس الجمعية في معرض شروحاته الكشف عن عملية تنسيق جارية بين جمعيته وشركة للأدوية بهدف إمكانية خفض ثمن هذه المادة إلى 400 درهم في سبيل تخفيف العبء عن المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة. ولم يفت الحاضرين في "الزيارة الخاصة" القيام بزيارة جماعية للمصابين بالقصور الكلوي ممن كانوا لحظتها يخضعون لحصص الغسيل الكلوي، وقبلها تم تفقد عدد من مرافق المركز، بدءا من قاعة تصفية الماء المخصص للمرضى، ثم لقاعتي التصبين والغسيل والمطبخ، ليتم عقد مائدة مستديرة أكد فيها عامل الإقليم على ما تمت ملاحظته بالمركز من "تحولات جذرية مبنية على اجتهادات ملموسة"، داعيا مسيري هذا المركز إلى "المزيد من الانفتاح على المؤسسات الإنسانية والمكونات المجتمعية والجمعوية وطنيا ودوليا قصد تحقيق ما ينبغي من الانتظارات والطموحات". وبينما وجه تشكراته إلى مجهودات المجلسين الإقليمي والبلدي والمحسنين والجمعيات ( جمعية العنقاء أساسا)، لم يفته بالتالي توجيه تحيته للصحافة باعتبارها "الشريك المساند والأقرب إلى التكامل المشترك". وبعد تقدم رئيسي المجلسين البلدي والإقليمي بكلمتين بالمناسبة، لم يفت رئيس الجمعية الإقليمية لمرضى القصور الكلوي التذكير بالرئيس المؤسس الذي وضع النواة الأولى لتأسيس المركز، والتوقف للإشارة إلى "الشفافية" التي تجري بها أعمال التسيير والتدبير. وتعد الجمعية الإقليمية لمرضى القصور الكلوي بخنيفرة من الجمعيات الإنسانية الأساسية التي نجحت في تطوير المركز المذكور، بعد أن كان على المصاب بالقصور الكلوي الانتقال إلى إحدى المدن خارج الإقليم مثل مكناس أو الرباط أو الدارالبيضاء، وفي حال "انهزام" المعوزين أمام ما يتطلبه ذلك من تكاليف ومصاريف ضخمة فلا خيار لهم غير انتظار زيارة «ملك الموت» وقد باعوا ما يملكون ولم يعد لديهم ما يصلح للبيع لتوفير كلفة العلاج، وكم منهم من أجبره الوضع على استعطاف الناس مباشرة أو عبر "طلب المساعدة" من خلال الصحافة، وبذلك يعتبر مركز الجمعية الإقليمية للمصابين بالقصور الكلوي أول مركز خاص خرج إلى الوجود بمبادرة من عدة جهات ومحسنين. ويصل عدد المستفيدين من خدمات مركز "الدياليز" بخنيفرة اليوم أزيد من 120 شخصا، يشرف على التخفيف من معاناتهم أطباء وممرضون ومساعدون، ويستفيدون بشكل انتظامي من حصتين إلى ثلاث حصص في الأسبوع، أكثر من نصفهم بالمجان وما تبقى يتم استقبالهم بواسطة النظام التعاضدي، ونظرا لتصنيف مرضى القصور الكلوي ضمن الحالات الاستعجالية التي تحتاج إلى رعاية صحية فورية، تمكنت الجمعية من التغلب على "مظاهر الانتظار" وتوفير 21 جهازا لتصفية الدم في أحسن الظروف. كل الملاحظات الراهنة تدل بجلاء على حجم الخدمات التي يقدمها المقر الجديد لمركز تصفية الدم والكلي بخنيفرة، والذي تم إحداثه بغلاف مالي يناهز 200 مليون درهم من ميزانية المجلس الإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويواجه ارتفاعا في طلبات الاستفادة من خدماته بالنظر إلى نوعية المرض المعني بالأمر، والجمعية المسيرة للمركز لا خيار لها غير القيام بالمستحيل لغاية استيعاب الحالات الواردة عليها بناء على الوضعية الاجتماعية والصحية للمصاب في أفق التفكير في حلول ناجعة تمكن من استقبال جميع الحالات دون استثناء، وغالبية هذه الحالات هي من الشرائح المتخبطة في أوضاع محاصرة بالفقر والعوز الشديد، ولا تعرف من "التغطية الصحية" غير الاسم، علما بأن المستشفى الإقليمي لا يتوفر على جناح خاص بالمصابين بالقصور الكلوي يمكنه التخفيف من ضغط الحالات الوافدة على مركز مرضى القصور الكلوي، ما يستدعي من الجميع العمل على تكاثف الجهود لمواجهة مآسي المئات من المصابين بالقصور الكلوي المزمن ومساعدتهم طبياً واجتماعياً ونفسيا ومعنوياً والتكفل الفعلي بهم وتحسين الخدمات المقدمة لهم.