في مبادرة هي الأولى من نوعها، أصدرت "جمعية السكري وقاية تكفل"، ومقرها الرباط، "جواز مريض السكري"، الذي يمكّن المرضى المصابين بمرض السكري من تتبّع تطور حالتهم الصحية، سواء حين تواجدهم في المغرب أو حين سفرهم إلى الخارج. جواز مريض السكري، الذي أشرف على إعداده ثلّة من الدكاترة المختصين في أمراض السكري والغدد وتخصصات طبية أخرى، يتضمن معلومات شخصية عن المريض الحامل للجواز، والأمراض التي يعاني منها، ونوعية الأدوية التي يستعملها، ومعلومات عن الطبيب المعالج، ومعلومات حول العملية الدورية للعلاج والمراقبة، ونصائح ومعلومات عن مرض السكري. ويشرح الصديق العوفير، رئيس جمعية "السكري وقاية تكفل"، أنّ جواز مريض السكري، المعمول به في دول متقدمة، وهو الأوّل من نوعه في المغرب، هو جسْر تواصل بين الطبيب المتتبّع لحالة المريض وأي طبيب آخر، في حال سافَر المريض واضطر للعلاج عند طبيب آخر. فكرة إنجاز جواز مريض السكري انبثقت من كون مرض السكري يمكن أن يكون خطرا إذا تغافل المريض عن التعاطي معه بيقظة دائمة؛ بينما تقول الجمعية المصدرة للجواز إنّ المرض المذكور يصبح مرضا عاديا إذا حرص المريض على تتبع نصائح أطبائه وحافظ على حمية صحية جادة. ولتفادي المشاكل التي قد تواجه المريض في حال السفر إذا توجبت عليه مراجعة طبيب غير الطبيب المتتبع لحالته، فإنّ جواز مريض السكري يمكن حامله من تعرّف أي طبيب على وضعه الصحي، عبر المعلومات المتضمّنة في الجواز، والتي تهمّ حتى نوعية الأدوية التي يستعملها. وتنصح الجمعية المذكورة المرضى بالحرص على حمل جواز مريض السكري، الذي يوزَّع بالمجان، سواء أثناء زيارة الطبيب أو أثناء السفر، "باعتباره من أنجع الوسائل التي يمكن استعمالها لتجنّب الأخطاء التي يمكن ارتكابها والتوصل إلى مسايرة آمنة للمرض". من جهة ثانية، نظمت جمعية السكري وقاية تكفل، بتعاون مع الجمعية المغربية العلمية لأخصائيي القدم والظهر، وبشراكة مع ولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة ووزارة الصحة، حملة للكشف المبكر عن الأرجل لفائدة مرضى السكري، يوم أمس السبت واليوم الأحد، وذلك في إطار الشهر العالمي للقدم السكرية. وتكتسي العناية بالأرْجل أهمية قصوى لدى المريض بالسكري، نظرا لكونها العضو الأكثر عُرضة لمضاعفات هذا المرض، والتي قد تؤدي، في حال عدم التعاطي معها بالعناية اللازمة، إلى بتْرها، حسب إفادة الدكتورة بنزيان مونية، أخصائية في علاج الأرجل. وأوضحت المتحدثة ذاتها أنّ ثمّة عواملَ عديدة تجعل القدم عرضة أكثر لمضاعفات مرض السكري، منها أنها منطقة تعرف حركة أقل للدورة الدموية، كما أنها لا تحظى بالمراقبة لكونها تظل في غالب الوقت داخل الحذاء، وهو ما يجعلها بعيدة عن اهتمام المريض. ونبّهت الدكتورة بنزيان إلى أنّ عدم العناية بالقدم السكرية يشكل خطرا كبيرا على صحة المريض، ذلك أنّ مجرد تعرضها لجرح أو خدش صغير يُمكن أن يؤدّي إلى بترها، في حال تأخر العلاج، مشيرة إلى أن أغلب المرضى يجهلون هذه الخطورة. ونصحت الأخصائية في علاج الأرجل المرضى بالحرص على نظافة أقدامهم، وتنشيفها بعد غسلها، من أجل منْع تشكّل الفطريات التي تؤدّي إلى تعفّن القدم، وكذا ارتداء أحذية واسعة ورطبة تفاديا لإصابة القدم بأي جرح، وتغيير الجوارب يوميا، مع ضرورة التواصل المستمر مع الطبيب الأخصائي. ويعد مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعا في المغرب، إذ يصل عدد المصابين به من البالغين 18 سنة فما فوق إلى أكثر من 2 مليون شخص، فضلا عن 15 طفلا، حسب أرقام وزارة الصحة المغربية. ويجهل نصف المصابين بداء السكري إصابتهم بهذا المرض.