احتضنت قاعة الشيخ المكي الناصري بالرباط عشية الأربعاء، يوماً دراسياً حولَ داء السكري في المغرب، بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، المحتفَى به في الرابع عشر من نونبر كلَّ عام، وقد أطَّر اللقاء ثلَّةٌ من الدكاترة والمتخصصين وكذَا المسؤولين في قطاع الصحة والضمان الاجتماعي، لأجل التحسيس بمخاطر مرض السكري بعدمَا أضحَى يعرف انتشاراً واسعاً بسبب تغيير أنماط الحياة وتبدل العادات الغذائية. ممثلة وزارة الصحة، التي حضرت اللقاء المنظم من قبَل "جمعية السكري وقاية وتكفل"، أشارت إلى أن بالمغرب مليوني مريض بداء السكري، تتكفلُ الدولة بعلاج 500.000 منهم، فيمَا يحتاجُ 250.000 منهم إلى العلاج عن طريق الأنسولين، كمَا أكدت المتحدثة ذاتها، أن مساعيَ بذلت لأجل تبويء مرضَى السكري مكانة الأولوية في التغطية الصحية، وكذا نصيب الوزارة من مالية 2013، الذي سيساعد حسبَ المسؤولة على توفير الأقراص ل60% من مرضى السكري عوضَ 20% في السابق. في السياق ذاته، زادتِ الممثلة أن الوزارة غيرُ مسؤولة بمفردها عن تفاقم أوضاع مرضى السكري، المدعوين حسبَ قولها إلى الأخذ بأسباب الوقاية، عبرَ اتباع عادات غذائية سليمة وممارسة الرياضة، على اعتبار أن نمط الحياة الحالي يمثلُ أرضية خصبة للمرض، نظراً لقلة الحركة والإقدام الكبير على تناول أغذية غير صحية. البروفيسور زكرياء الريسوني، المختص في جراحة العظام والأستاذ بكلية الطب في الرباط، قدمَ عرضاً حول القدم السكرية، شملَ أرقاماً صادمة، إذ إن قدمًا مصابة يتمُّ بترهَا في كل ثلاثين ثانية عبرَ العالم، كمَا أنَّ واحداً من أصل ستة مرضى بالسكري يصابون بقرحة في القدم، وهيَ مخاطرٌ يمكن الوقاية منها أو التخفيف من حدتها حسبَ الدكتور الريسوني الذي اقترحَ محافظة المصاب بداء السكري بشكلٍ دائم على نظافة القدم، معَ توفير أحذية وجوارب صحية للمصابين، علاوةً على استشارة الطبيبَ غداة ظهور أية علامة غير عادية على قدم المريض. وممَّا كانَ مسترعياً للانتباه في اللقاء حضورُ عددٍ غفير من مرضى السكري، المنحدرين في غالبيتهم من فئات معوزة لا طاقةَ لهَا على تحملِ مصاريف العلاج، وتحدثت إحدى الحاضرات لهسبريس قائلةً إن علبة الدواء التي يقارب ثمنهَا مائة وثلاثين درهَماً تكلفهَا أزيد من 300 درهم شهرياً، مضيفةً أن الطبيبة التي تتابع حالتها بمستشفَى في يعقوب المنصور لا تراهَا إلاَّ مرة واحدة كلَّ شهرين، وهيَ الأرملة المعدمة تقول بحسرة، ولا يعينها على تحمل الأعباء سوى ابنها الذي يعملُ بأجر متواضع، مؤكدةً أنَّ لا علمَ لها بأية تغطية صحية وتكابدُ بمفردها ضيقَ الحال ووهن الصحة.