يعيش إقليممراكش، خلال هذا الأسبوع، موجة جديدة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، حيث يتقلب الوضع المناخي بين عشية وضحاها، بسبب تكاثر السحب الممطرة، التي تحولت أول أمس الجمعة إلى تساقطات مطرية رعدية، خلفت خسائر مادية وهلعا كبيرا في نفوس سكان مقاطعة سيدي يوسف بن علي والمدينة العتيقة وجماعة تسلطانت ضواحي المدينة الحمراء، بعدما هاجمت المياه العادمة المنازل، التي يتشكل معظمها من دور آيلة للسقوط. القاطنون بأحياء المدينة العتيقة وحي سيدي يوسف بن علي عاشوا نصف ساعة من جحيم، بسبب هذه التساقطات المصاحبة بالبرد، والتي أدت إلى تسرب المياه العادمة لقنوات الصرف الصحي إلى منازلهم، وعرقلت حركة السير والجولان. وبمقاطعة سيدي يوسف بن علي، التي تعج بالمنازل المهددة بالسقوط، عانى سكان عدة حومات من الكمية الكثيرة التي سقطت محملة ببرد من حجم متوسط وكبير؛ وهو ما دفع سكان الأزقة والدروب الضيقة إلى التشمير على السواعد لفتح قنوات الصرف الصحي، لتصريف مياه الأمطار. وبكل من حي بوسكري وباب أغمات، غمرت المياه العادمة مجموعة من الأزقة؛ وهو ما أدى إلى عرقلت حركة السير، وعرت ما وصفوه ب"ضعف البنيات التحتية"، يروي عز الدين العطراوي لهسبريس، مضيفا: "سجلت مقطع فيديو لهذه الفضيحة بالمدينة العالمية، وملك البلاد ضيف لدى بهجاوة"، لافتا إلى أن "سكان المدينة القديمة مستاؤون من هذا الوضع الذي يعيشونه مع كل التساقطات المطرية المماثلة". لم يكن حظ دواوير بجماعة تسلطانت أكثر حظا مما عاشته مقاطعة سيدي يوسف بن علي والمدينة العتيقة، لأن "أشغال تأهيل هذه المناطق راكمت جبالا من الأتربة في الطرقات، ومحت من على وجه الأرض مجاري مياه الأمطار"، يحكي بألم وحسرة الفاعل الجمعوي أحمد محفوظ العمري لهسبريس. وتابع المتحدث نفسه: "20 دقيقة من الأمطار الرعدية كانت كافية لتغرق دوار الحركات في أوحال وأتربة التأهيل، التي غمرت قنوات الصرف الصحي، وحولته إلى مستنقع؛ لأن الأوحال غمرت المنازل. أما الطرقات فحدث ولا حرج"، مضيفا: "هذا الوضع المأساوي يهدد الدور التي بني معظمها بمواد هشة، وجلها مهدد بالسقوط، في ظل غياب تام للمنتخبين الذين يقطن أغلبهم خارج الجماعة" ثم "طالب بلجنة لتقصي ما وصفه بالوضع المأساوي لسكان هذه المنطقة". هسبريس نقلت شكوى سكان المقاطعتين السابق ذكرهما وجماعة تسلطانت إلى إدارة مصالح الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، التي أوضح إطار مسؤول بها طلب من هسبريس عدم الكشف عن هويته بأن حجم 15 دقيقة من التساقطات الرعدية فقط بلغ 26 ملمترا، وتابع قائلا: "واد إسيل حمل معه أتربة ومخلفات البناء التي تلقى به؛ وهو ما أدى إلى إغلاق قنوات الصرف الصحي، التي قامت مصالحنا بالتدخل في الوقت المناسب لمعالجتها بحضور السلطة المحلية"، على حد قوله هذا المصدر.