تختلف أسباب الطلاق لدى عدد من الفنانات بالمغرب، مطربات أو ممثلات، حيث إن بعضهن حصلن على الطلاق بسبب الغيرة الزائدة لأزواجهن، بينما أخريات فضلن الانفصال واتخاذ مسارات حياتية جديدة بسبب عدم التوافق والانسجام بين الطرفين، فيما طلبت فنانات أخريات الطلاق بسبب خيانة أزواجهن لهن. ومثلما يكون زواج الفنانة عموما حدثا تتداوله الألسن، وتلتقط الصحافة بمختلف مشاربها وألوانها أخبار هذا الزواج، وتفاصيله الدقيقة والجليلة، يكون الطلاق أيضا بنفس القدر من الاهتمام والإثارة من طرف فئات كثيرة من الناس، بداعي الفضول وحب الاستطلاع خاصة. الغيرة الشديدة ويعتبر طلاق الممثلة الشابة المعرفة منى فتو، أحد أشهر حالات الطلاق في الوسط الفني بالمغرب، باعتبار أن بعض تفاصيل أسباب الطلاق ذاعت على لسان فتو وزوجها أيضا، بين الصحف والمجلات قبل أزيد من سبع سنوات. ويُعزى السبب في طلاق منى فتو من زوجها المخرج السينمائي سعد الشرايبي إلى الغيرة الزائدة عن اللزوم، بحسب تصريحات الزوجة، ذلك أنه كان غيورا عليها بشكل يفوق المعتاد، ويمنعها أحيانا من المشاركة في أعمال سينمائية لمخرجين آخرين غيره، حتى لا تشتغل معهم، وتكتفي بالعمل تحت إمرته وتوجيهه وحده فقط. وحرصت فتو في مختلف حواراتها الصحفية على الاحتفاظ على أسباب الطلاق الأخرى، عدا الغيرة الشديدة لزوجها، لكونها تعتبرها عوامل خاصة وحساسة لا ترغب في إثارتها، حفاظا على سمعة طليقها وكرامة ابنها. وكانت فتو تشتكي مرارا من ما سمته عرقلة زوجها المخرج الشرايبي لإجراءات الطلاق، بداعي الحفاظ على كيان الأسرة الصغيرة، كما اتهمته حينها عبر الصحف بمحاولة تشويه سمعتها والمس بكرامتها، من خلال توزيع ملف يتضمن "معلومات خاطئة" عنها على أصدقائه وأقاربه. ومثل منى فتو، وصلت الحياة الزوجية لبعض الفنانات في مجال الغناء والتمثيل إلى نهايتها، بسبب غيرة أزواجهن التي تعرقل تحركاتهن، مادام أنشطة الفنانة تستوجب التحرك خارج البيت في أوقات طويلة، فضلا عن الاجتماع مع ممثلين ومطربين، ومع مختلف أصناف الجمهور والمحبين، الشيء الذي يخلق نوعا من الغيرة السلبية لدى الزوج، خاصة الذي لا يستطيع تفهم طبيعة عمل ووظيفة الممثلة أو المغنية. خيانة الزوج وإذا كانت بعض الفنانات المغربيات قد طلبن تطبيق إجراء طلاق الشقاق للتخلص من العيش تحت سقف واحد مع أزواجهن بداعي غيرتهم التي كادت تدمر طموحاتهن الفنية، فإن فنانات أخريات وصلن إلى هذه نهاية مسار الحياة الزوجية بسبب خيانة أزواجهن. وبالرغم من كون أغلب الفنانات لا يستطعن الإفصاح عن هذا السبب تحديدا لطلاقهن، نتيجة حساسية هذا الموضوع في مجتمع مغربي محافظ، فإن البعض القليل جدا أعلنَّ عنه أمام الملأ، وفي وسائل الإعلام و الصحف والمجلات العربية. ومن هؤلاء الفنانات المغربيات، نجد المغنية الشعبية المعروفة نجاة اعتابو (الصورة)، التي اعترفت في تصريحات لها بأن سبب طلاقها قبل بضعة أسابيع من زوجها الذي يشتغل في مجال الأعمال في فرنسا، هو الخيانة الزوجية، وأن زواجها الثاني انتهى أيضا مثل سابقه إلى الطلاق بسبب الخيانة. وتقول اعتابو إن صبرها من أجل جمع شمل الأسرة والحفاظ على الخيط الذي يجمعها بزوجها، نفد ولم تعد تقوى على الصبر من أجل زواج تضحي من أجله، في حين أن زوجها يخادعها، باعتبار أنه لا توجد امرأة في العالم ترضى بخيانة زوجها لها. لذلك، تضيف اعتابو، كان الاختيار هو أبغض الحلال عند الله، أي الطلاق، بهدف بدء مسار حياتها من جديد، بعد أن قضت حوالي ثلاثة سنوات ونصف مع زوجها الذي تصفه بالخائن للعشرة الزوجية. وعبرت اعتابو عن رفضها الاستمرار في العيش مع رجل يخونها ، حتى وإن كلفها ذلك قضاء ما بقي من عمرها لوحدها، عوض الاستكانة والقبول بالواقع المرير، والرضا بخيانة أزواجها. الشعور بالأنوثة وبالإضافة إلى عاملي الغيرة الشديدة لزوج الفنانة، وخيانته لها، حدثت حالات طلاق بسبب انعدام شعور الزوجة بأنوثتها، بداعي غياب الزوج المتكرر، أو كبر سنه، الشيء الذي يجعل هذه الفنانة/ الزوجة تعاني من هجران الزوج، سواء أكان ذلك بسبب الغياب أو السن الكبير. المطربة المغربية ليلى غفران، التي تقيم منذ سنوات الثمانينات في مصر، هي إحدى الفنانات اللواتي صرحن علانية بأن سبب طلاقها المتكرر من أزواجها، هو عدم الإحساس بأنوثتها الخاصة مثل أية زوجة مع زوجها في عش الزوجية. وانطلق مسار الطلاق للمغنية غفران، التي اشتهرت بإعادة أداء أغاني العندليب الأسمر، من تجربتها مع مطرب عراقي يدعى فؤاد مسعود يكبرها بعشرين عاما، وحدث أن شعر الزوج بالغيرة الفنية من غفران بسبب شهرتها التي تفوق شهرته. وجاء الزواج الثاني للمغنية غفران من مدير أعمالها الذي يكبرها في السن أيضا، الأمر الذي جعلها طيلة 12 عاما تعيش على إيقاع رتيب، لم تحس فيه بأنوثتها كامرأة تحتاج إلى مشاعر جياشة وخاصة من طرف زوجها: " طوال 12 سنة من زواجي به، لم أشعر بأنوثتي، حيث أهمل أبسط حقوقي كامرأة... ورغم إنجابي طفلتي الثانية «هبة» منه، فإنني لم أتحمل العيش مع رجل وكأنه «غير موجود»... ، فقررت الانفصال عنه والبحث عن رجل آخر يوفر احتياجاتي.."، تقول غفران. أما الزواج الثالث من أحد معجبيها، ويدعى محمد أدهم، فقد وصل بدوره إلى الطلاق، بالرغم من أن سنه كان يوازي سن غفران، لكن نفس المشكلة ظهرت، وهي الشعور بالوحدة وغياب المشاعر الحميمة التي تحتاجها كل امرأة، وذلك بسبب مكوث الزوج مدة طويلة خارج بيت الزوجية في أسفاره التي تتطلبها مهنته كمساعد رجل أعمال. غياب الانسجام وتوجد حالات فنانات مغربيات أخريات عشن تجربة الطلاق لأسباب مختلفة، منهن من امتلكن الجرأة للإعلان عن أسبابها وخلفياتها الأسرية والشخصية الحقيقية، في حين أن أخريات يفضلن التهرب من الخوض في الحديث عن تجاربهن في الطلاق. سميرة سعيد، المطربة المغربية الشهيرة، تحرص أشد الحرص على عدم الخوض في تجربة طلاقها المعروفة مع الملحن المصري هاني مهنا، الذي ساهم بقوة في نجاح مسارها الفني وشهرتها، رغم أن بعض الفضوليين عزوا سبب طلاق سميرة إلى رفض زوجها الإنجاب منها، ذلك أنه حينها كان متزوجا وله أبناء، وهو الوضع الذي لم تتقبله الفنانة المغربية، فحدث الطلاق بعد طول تفاهم زوجي وأسري وفني أيضا. أما المطربة سميرة شرف، ذات الأصول الصحراوية، فقد ناضلت بجهد جهيد للحصول على طلاقها من زوجها الأول، حتى أنه يشاع بأنها أقامت حفلا خاص بمناسبة طلاقها، الذي حدث بسبب عدم الانسجام في الرؤى مع زوجها. [email protected]