لا حديث بين قاطني الحي السكني الزيتونة بمدينة خريبكة إلا على الوضعية التي يعرفها مسجد عثمان بن عفان وسط الحي منذ سنوات، حيث تزداد حالة بنيته التحتية سوء مع مرور الوقت، فيما تتضاعف سرعة التدهور خلال الفترات المطيرة. وأجرت لجنة من أحد المراكز العلمية والتقنية المتخصصة في تشخيص البنايات، شهر دجنبر 2015، معاينة للمسجد من أجل تشخيص حالة البنايات وتسجيل الملاحظات والمقترحات، موثّقة العملية بصور وتقرير تتوفر الجريدة على نسخة منه. ورصد المركز العلمي والتقني مجموعة من المشاكل التي تعتري المرفق التعبدي؛ من ضمنها "أعطاب على مستوى النوافذ"، و"تساقط قطع من الطلاء الإسمنتي الخارجي"، و"تآكل بلاط القبة المركزية للمسجد"، و"بروز الجزء الفاصل بين الصومعة والبناية"، و"مظاهر الرطوبة على مجموعة من الجدران"، و"سقوط أجزاء من الرخام بالمدخل الشمالي للمسجد"، و"تساقط "الزليج" من ركائز المسجد". وراسلت جمعية البر للتنمية الاجتماعية والثقافية والرياضية بخريبكة مجموعة من الجهات، منذ سنة 2015 إلى اليوم، عبر مراسلات تتوفر الجريدة على نسخ منها، أوردت من خلالها إلى أن "حالة المسجد تمثل تهديدا لسلامة المارة والمصلين بسبب تساقط أجزاء من واجهاته الخارجية"، مشيرة إلى الوقت ذاته إلى أن "البنية الأساسية للمسجد تبدو في حالة جيدة، على الأقل في الوقت الحالي". وطالبت الجمعية ذاتها بضرورة "إصلاح أرضية المسجد والواجهة الخارجية للسطح، مع إنشاء درجة ميلان تسمح بانسياب مياه الأمطار، وإعادة تبليط الواجهات الخارجية للمسجد"، مشيرة في إحدى مراسلاتها إلى أن "حالة مسجد عثمان بن عفان تدهورت بشكل كبير، جراء تسرب مياه الأمطار من السطح إلى البلاط الداعم، مما تسبب في ضرر كبير به، إضافة إلى ما خلفته الرطوبة من رائحة داخل قاعة الصلاة". وسجّلت الجمعية "سقوط قطع الرخام المحيطة بالأبواب، ومشاكل الماء والكهرباء والصوتيات التي لا تنتهي، إضافة إلى ضيق مساحة المسجد الذي يتسبب في تدافع المصلين ولجوء بعضهم إلى الصلاة بين ركائز المسجد أو بمحيطه، كما أن قاعة النساء جد ضيقة، ومكان الوضوء أيضا"، مؤكّدة أن "لجن تقنية مختصة زارت المسجد أكثر من مرة، وأقرت أمام الحضور بضرورة تأهيل المسجد وتوسيعه، أو على الأقل إجراء الإصلاحات اللازمة". ووجّهت جمعية البر للتنمية الاجتماعية والثقافية والرياضية بخريبكة، في الآونة الأخيرة، شكاية إلى عامل الإقليم، تطالبه من خلاله بالتدخل من أجل "بناء مسجد كبير بساحة المقاومة؛ لأن الطاقة الاستيعابية لمسجد عثمان بن عفان لا تتناسب مع الكثافة السكانية للحي، خاصة في ظل المشاكل الهندسية والتقنية التي يعاني منها المسجد". يُشار إلى أن هسبريس أجرت محاولات لنيل رأي المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حول الموضوع، بهدف معرفة الإجراءات والتدابير التي تعتزم الوزارة الوصية اتخاذها تجاه المسجد، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.