جمّع تحقيق نشرته مجلة "GQ" في نسختها الإلكترونية الفرنسية فصول الاتهامات الثلاثة بالاغتصاب التي لاحقت طارق رمضان، المفكّر الإسلامي الأستاذ بجامعة "أوكسفورد" البريطانية، مركّزة على تفاصيل العلاقة التي جمعته والمشتكيةَ الفرنسية من أصل مغربي منية ربوج. وأوضح التحقيق، الذي أعدّته الصحافية ستيفاني ماغتو، أن "من بين شهادات النساء الثلاث اللّائي يتّهمن طارق رمضان بالاغتصاب، كانت شهادةُ منية ربوج الشهادةَ الحاسمة"، موردا أنها قالت في تصريح للمجلّة إذا اعتذر لها طارق سوف تسحب دعوتها، "وهو ما يمكن أن يقلب التحقيق"، وفق تعبير المقال. وعاد المقال إلى سنة 2017 حيث كانت ربوج "أول مدعية تجبر طارق رمضان على الاعتراف بعلاقات خارج إطار الزواج بسبب فستان أسود قدّمته للمحقّقين زاعمة أن فيه لطخ من سائله المنوي". وأضاف المقال أنه رغم التغيرات التي تمّت منذ ذلك الحين، فإن "أي ضحيّة أخرى لم تقدّم دليلا ماديا"، على دعوى الاغتصاب، بينما وفّرت ربوج مجموعة من الدلائل الأخرى على العلاقات التي جمعتها بطارق رمضان، مثل رسائل بينهما على تطبيق التواصل الاجتماعي "واتساب"، وصور، وفيديوهات إباحية تشهد على علاقتها الوثيقة به، ومشاهد تظهر فيها عارية، وصور من حياتها اليومية. هذه العناصر المادية التي وفّرتها المُدّعية على الاغتصابات التسع التي تقول إنها كانت ضحيَّتَها، بالنسبة للمصدر نفسه، شكّلت "غنيمة لمحامي المدّعيات"، وفق تعبير المقال؛ "لأن في الشكاوى الأخرى أظهر التّحقيق أن هذا العالِمَ الإسلاميَّ كان حذرا جدا في عمليّات تبادله الرقمية، حيث قام بتثبيت تطبيقات مؤمّنّة، وانتقل بين أربعة خطوط هاتفية، وحسابات على موقع سكايب للتواصل السمعي البصري". ورغم كل ما ذُكِر، يستدرك التحقيق مبيّنا أن منية ربوج "كانت على وشك أن تصبح الحلقة الأضعف في هذا التحقيق، بعدما حصلت الشرطة على رسائل متبادلة بينها وبين طارق رمضان تعبّر فيها عن حبّها له، وبعضُهَا كان ساعات بعد الاغتصابات التي تتحدّث عنها دعواها". إضافة إلى كون "اتهامات المشتكيَتَيْن الأُخرَيين، هندة عياري وكريستيل، تم تقويضُها بعد ظهور رسائل تثبت استمرار تواصلِهِمَا معه بعد الوقائع". وفي عنوان فرعي "عنف أم اغتصاب؟"، ذكر المقال أن أولى تصدّعات القضية كانت في 23 غشت عندما أخبرت منية ربوج مخاطَبا بأنها تريد "الخروج من هذه القضية"، ثم ذهبت أبعد في الثامن من شهر شتنبر حيث قالت: "لم أذهب على أساس شكاية بالاغتصاب، وهو غيّرها إلى اغتصابات"، ويضيف المقال أن هذا ال"هو"، هو محامي المدّعية آنذاك، فرنسيس سبينر، الذي يدافع كذلك عن المشتكية هندة عياري. وتقول المشتكية ذات الأصول المغربية، في تصريح ل"GQ magazine"، إنها اُستُعمِلَت كأداة، فهي "كانت تريد استنكار أفعالٍ بينما المحامي كان يريد تدمير رجل"، وهو ما لم يكن منطلَقَها، وتزيد أنه منذ شهادتها الأولى أمام القاضي شعرت بعدم الارتياح، لأن هذه لم تكن كلماتها، وبعد تعيينِها لمحام جديد، قالت إنها: "تريد أن تواجه طارق رمضان. وإذا اعتذر، يمكنها أن تسحب دعوتها، لأنها تريده أن يقرّ بأنّه أهانها، وبأن هذه كانت لعبته، وليست لعبتها". الفستان الذي احتفظت به ربوج لمدة ناهزت أربع سنوات أصبح دليلا عند دفاع طارق رمضان حول وجود "مؤامرة طويلة الأمد"، وفق ما أورده المقال، إضافة إلى أن "تحليلات الحمض النووي لم تثبت أو تُنكر أن السائل المنوي على الفستان لطارق رمضان"، وهو ما تردّ عليه المشتكية بالقول إن سبب احتفاظها بهذا اللباس هو "تهديد طارق رمضان لها بإخبار أبنائها بأنها سبق أن كانت مومِسا، مما جعلها تتخوفُّ من خسارة حضانة ابنَيْها". وأوضح مقال مجلة "GQ" أنه رغم نقاط ضعف الملف الموجّه ضد طارق رمضان، فإن حصوله على الحرية بعد تسعة أشهر من الاعتقال الاحتياطي، لم يتسبّب في سحب القضية، ففي 14 من شهر مارس الماضي "رفضت العدالة طلب رفع تُهمتَي اغتصاب"، كما يذكّر هذا المصدر في ختامه بأنّه "إضافة إلى الدعاوى الثلاث المرفوعة من فرنسيات على طارق رمضان، هناك شكايتان أخْرَيان، واحدة لأمريكيّة والأخرى لسويسرية".