تطورات متسارعة يعرفها ملف معتقلي حراك الريف؛ فقد تدخل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الخميس الماضي، من أجل إقناع المضربين عن الطعام والشراب برفع الإضراب مؤقتاً مقابل الاستجابة لبعض مطالبهم الأساسية، وعلى رأسها تجميعهم في سجن واحد. وتفيد المعطيات التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية بأن لجنة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان عقدت جلسة حوار مع المعتقلين دامت بضع ساعات، تُوجت بإيقاف غالبيتهم للإضراب عن الطعام والشراب، بمن فيهم ناصر الزفزافي، "أيقونة حراك الحسيمة". وبحسب مصادر هسبريس، فإن معظم معتقلي حراك الريف قد رفعوا إضرابهم عن الطعام والشراب، باستثناء ربيع الأبلق، المُرحّل حديثا إلى سجن طنجة 2، الذي وصل اليوم ال 36 من إضرابه عن الطعام؛ إذ لم يتأكد بعد خبر توقيفه للإضراب إلى حدود عشية الجمعة. أما محمود بوهنوش، الذي يقبع بسجن "سلوان" بالناظور، فقد رفع بدوره إضرابه عن الطعام، الذي بلغ اليوم ال 11، زوال الجمعة. بالإضافة إلى أن إدارة السجن المحلي "سلوان" استجابت لمطلب تجميع المعتقلين في اليوم ذاته. وأشارت مصادرنا إلى كون المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وعدت معتقلي حراك الريف، بعد تدخل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتجميعهم في جناح مشترك داخل السجون التي رُحّلوا إليها؛ وهي سجن "رأس الماء" بفاس وسجن "سلوان" بالناظور وسجن "طنجة2" والسجن المحلي للحسيمة، في أفق تجميعهم داخل سجن واحد. في هذا الصدد، قال أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، إن المعتقلين الذين تواصل معهم أكدوا خبر إيقافهم للإضراب عن الطعام والشراب. وأضاف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "تجميع المعتقلين في سجن واحد أكده لي الأبناء المعتقلون ليلة الخميس، لكن لا يسعني التحقق من الأمر اليوم، لأنني لم أتوصل بأي جديد إلى حدود الساعة". أما خالد أمعيزة، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، فقد أوضح أن "المعتقلين بسجن سلوان في الناظور تم تجميعهم في جناح واحد اليوم الجمعة"، مؤكدا أنهم "لم يعودوا قابعين في زنزانات مختلفة"، مبرزا أن "صفحات بعض المعتقلين في مواقع التواصل الاجتماعي أوردت خبر رفعهم للإضراب في طنجة وفاس". وأكد أمعيزة، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "محمود بوهنوش، المعتقل بسجن الناضور، أوقف إضرابه اليوم بعدما كان في حالة يرثى لها"، موضحا أن "مدير سجن سلوان لم يتوصل بأي تعليمات تفيد بضرورة تجميع المعتقلين في زنزانة واحدة خلال زيارتي لهم صباح الجمعة، لكن القرار جاء عشية اليوم ذاته". من جهته، أبرز محمد أغناج، محامي معتقلي حراك الريف، أن "المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وعدت بتجميع المعتقلين في سجن واحد في المستقبل القريب، لكن سيتم تجميعهم حاليا داخل زنزانات مشتركة"، مشيرا إلى كون غالبية "المعتقلين رفعوا إضرابهم عن الطعام والشراب، باستثناء ربيع الأبلق الذي لا نتوفر بعد على التأكيد" بأنه أوقف إضرابه. في سياق متصل، أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن "النزلاء المضربين عن الطعام بكل من السجن المحلي طنجة 2 والسجن المحلي رأس الما بفاس تقدموا لدى الإدارتين المعنيتين بإشعارات بفك إضرابهم". وزادت: "اتخذت، بتنسيق وتفاعل مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مجموعة إجراءات من أجل تحسين أكثر لظروف اعتقال النزلاء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة".