طالبت عائلات معتقلي حراك الريف المندوبية العامة لإدارة السجون والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ب "ضرورة وفائهما بالتزاماتهما مع المعتقلين الذين كانوا في إضراب عن الطعام، ثم التعجيل بتجميع كل المعتقلين المُشتتين على مختلف السجون بسجن سلوان في الناظور، باعتباره الأقرب إلى عائلاتهم والأنسب من حيث طاقته الاستيعابية". ونبّهت عائلات المعتقلين إلى "التَماطل في تحقيق هذا المطلب، وهو ما سيدفع بالمعتقلين السياسيين إلى الدخول في إضرابات عن الطعام من جديد، لن يتحمل تبعاتها سواهما"، مُعلنين عن مراسلة المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وكذلك المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أجل التحاور مع المسؤولين بخصوص مطلب تجميع كافة المعتقلين. وكشفت عائلات معتقلي حراك الريف عن تشكيلها للجنة تقنية، تُعهد إليها مهمة التنسيق بين عائلات المعتقلين الموزعين على مختلف السجون، داعية إلى "تعميق التواصل بين المعتقلين عبر عائلاتهم، للحفاظ على انسجام مواقفهم ووحدة كلمتهم"، مشددة على إلزامية "إيجاد مخرج حقيقي لأزمة الريف وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين". في هذا السياق، نبّهت جمعية ثافرا للوفاء والتضامن لعائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف إلى ما وصفته ب"الحالة الصحية الخطيرة للمعتقلين الذين كانوا في إضراب عن الطعام، خاصة محمد الأصريحي الذي لا يزال يرقد بمستشفى بطنجة وربيع الأبلق الذي تم إبقاؤه داخل السجن رغم وضعه الصحي المتدهور". وطالبت الجمعية، التي يترأسها أحمد الزفزافي، والد "أيقونة حراك الحسيمة"، ب"ضرورة تقديم الإسعافات الطبية اللازمة للمعتقلين، من أجل علاجهم من مضاعفات إضرابهم عن الطعام"، مُحملة المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج "مسؤولية ما قد يتولد عن استفحال تردي وضعهم الصحي". وتابعت: "نشدد على لزوم الإسراع في عرض باقي معتقلي حراك الريف المرضى بمختلف السجون على الأطباء، ثم تقديم العلاج المناسب لهم، خاصة حالة حسن باربا ومحمد المجاوي وكريم بنعياد وحكيم بنعيسى، وغيرهم". وأبرز المصدر عينه، في بيان تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منه، أن "العائلات تحتفظ لنفسها، من خلال جمعية ثافرا، بحقها المشروع في خوض مختلف الأشكال النضالية، دفاعا عن مطالب المعتقلين وكرامتهم وحريتهم وحقوقهم كمعتقلين سياسيين". ودعت الجمعية إلى "صون وحدة كلمة المعتقلين وتقوية صف عائلاتهم، وتفويت الفرصة على كل من يسعى إلى استغلال تشتيتهم على مختلف السجون لزرع التفرقة بينهم". كما أبدت ترحيبها ب"أي مبادرة تسعى إلى إطلاق سراح معتقلي حراك الريف وكل معتقلي الحِراكات الاحتجاجية بالمغرب"، مُعربة عن "استعدادها لتقديم كل أشكال الدعم لأي خطوة صادقة تسعى لتحقيق هذا الهدف النبيل، شريطة أن يحفظ كرامة المعتقلين ويحقق مصلحة الريف". وأمام عدم تفعيل خطوة تجميع المعتقلين في سجن موحد إلى حدود الساعة، وفق المصدر عينه، فإن العائلات تُصرّ على أن "أي مبادرة تروم حقا إيجاد مخرج حقيقي لأزمة الريف وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، عليها أن تأخذ بعين الاعتبار موقف المعتقلين السياسيين أنفسهم وعائلاتهم، وذلك عبر فتح قنوات الحوار معهم".