قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، إن الأحزاب الثلاثة المكونة لفيدرالية اليسار الديمقراطي تسير بخطى ثابتة نحو مشروع التوحيد وتشكيل حزب واحد يجمع اليسار. منيب، في لقاء عقدته فيدرالية اليسار الديمقراطي بمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيسها، مساء أمس السبت، بمركب كمال الزبدي بمقاطعة ابن مسيك في الدارالبيضاء، أوضحت أن أحزاب الاشتراكي الموحد والطليعة الديمقراطي والمؤتمر الوطني الاتحادي تسير بخطى ثابتة في مشروع التوحيد، وتشتغل على برنامج مرحلي يسرع وتيرة الاندماج والبناء على مستوى الجهات والفروع والقطاعات، مضيفة أن "هناك عملا دؤوبا يسير بتوازن مع عملية الانفتاح التي تقوم بها الفيدرالية، والتي نجحنا فيها". وأشارت زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد: "يلزمنا أن نخطو خطوات تجعلنا نستكمل هذا البناء حتى يمكننا الإعلان عن ميلاد هذا الحزب الكبير القادر على إخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها، ويضع المغرب على سكة حقيقية تتمثل في تمتيع البلد بالديمقراطية". وأكدت منيب أن المرحلة المقبلة يلزم أن تتم فيها انتخابات شفافة ونزيهة، غير أن هذا الأمر يتطلب، حسب رأيها، "مراجعات قانونية كبيرة"، مضيفة أن "هذه الانتخابات لا يمكن أن نعيد فيها السيناريوهات نفسها، لأن المسألة المحورية، اليوم، هي تأهيل المشهد السياسي في البلاد". ورفضت القيادية السياسية ضرب الفاعل السياسي مقابل الاعتماد على غير المتحزبين، قائلة: "لا يمكن الاعتماد على التقنوقراط فقط، ونوجه الضربات تلو الأخرى إلى كل ما هو سياسي، مما يجعل الدولة وجها لوجه أمام الاحتجاجات الشعبية". وتابعت قائلة: "يجب تأهيل ما هو سياسي وإعادة البناء، وهو ما يلزم أحزابا مستقلة لها مشاريع، حتى لا تحسب المحطة المقبلة على الفرص الضائعة". وبعد أن انتقدت الأوضاع العامة بالمملكة وما تعرفه من احتجاجات والاعتراف رسمي بفشل النموذج التنموي، ، في تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت منيب: "كيسار لدينا تصور لبناء نموذج اقتصادي، مداخله التوزيع العادل للثروة وتحقيق الكرامة للمواطنين والمواطنات، ثم المدخل التربوي والثقافي، الذي يعد أساسيا، حيث إن المدرسة، اليوم، يجب أن تكون في قلب هذا التصور النموذجي الذي نريده للبلاد". وأردفت "نحن كفيدرالية نضع هذا بعين الاعتبار في إطار إعادة بناء اليسار المغربي المبلقن، ونحن نشتغل بانفتاح على باقي المكونات والهيئات الديمقراطية التي تؤمن بأن بلادنا في حاجة إلى تغيير شامل وجذري". من جهته، قال محمد بنسعيد آيت إيدر، الذي تم تكريمه خلال هذا اللقاء بمناسبة إصداره مذكراته، إن المرحلة دقيقة جدا، مشيرا إلى أن كتابه موجه إلى الشباب من أجل معرفة تاريخ بلاده، وقال: "لقد مرت أحداث كبيرة جدا على مدى ستين عاما، وعلى هذا الجيل معرفة ذلك، وأن يقوم بتقييم نقدي لتلك التجارب وأسباب عدم نجاحها". ودعا قيدوم اليساريين الشباب إلى المشاركة الفعالة في المؤسسات من أجل إحداث التغيير، وتحقيق التقدم الذي يطمح إليه المواطنون المغاربة، وألا يتعاملوا بمنطق "هاد شي ماعندو قيمة". وأضاف آيت إيدر أن الأحزاب المشكلة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، الراغبة في تشكيل حزب واحد، مطالبة ببذل مجهود كبير في دفع الشباب المغاربة إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة فيها، موضحا أن هذا هو السبيل "لمحاسبة المؤسسات ومحاسبة المخزن".