اعترف رئيس الحكومة المعين عبد الإله ابن كيران، بأنه يعتمد في إنجاح تجربة حكومته كثيرا بعد الله سبحانه وتعالى، على الملك محمد السادس، مضيفا خلال حديثه إلى قناة (الجزيرة) في حلقة من برنامج لقاء خاص مساء يوم الخميس 8 دجنبر الجاري، "نحن لسنا مثل فرنسا، في المغرب مُساندة جلالة الملك ضرورية لي، فهو رئيس الدولة، إذا تخلى عني فلن يتجاوب معي المغاربة". وفي معرض جوابه عن سؤال يتعلق بعزمه اختيار وجوها جديدة وشابة في حكومته التي يجري مشاورات لتشكيلها، قال ابن كيران" أنا لم أشترط هذا الأمر، بقدر ما قلت بأنني أفضل اختيار وزراء أقل سنا مني حتى يتسنى لي توجيههم دون أن أكون مُحرجا مع من هو أكبر مني سنا"، مضيفا بأنه لايجد أي مانع في الاشتغال مع وزراء في الحكومة السابقة، فالأهم هو العثور على وزير في المستوى ينجز أعماله بنجاح". وأبدى ابن كيران استعداده، ضم وزراء سابقين في حكومات سابقة "فكرت في أشخاص كانوا في حكومات سابقة، لايهم أن تشتغل معي وجوها جديدة، ما يهمني هو الشخص القادر على العمل". وكشف ابن كيران أن حكومته سيتقلد فيها عدد لابأس به من النساء حقائب وزارية يقول" لا أريد أن تكون معي وزيرات لأنهن نساء فقط، ما يهمني هو قدرتهن على العطاء، ولا أقول بأن تشكيلة الحكومة ستكون ضمنها وزيرة أو اثنتان، بل ستضم أكثر من هذا العدد". وهدد ابن كيران في حالة فرض إسم غير مرغوب فيه في تشكيلة حكومته، بالعودة إلى هيئات الحزب لاتخاذ القرار المناسب، راجيا ألا يضطر الحزب إلى اللجوء إلى هذا الأسلوب. ومن خلال حديثه إلى عبد الصمد ناصر الصحفي المغربي بقناة (الجزيرة) الذي أجرى معه المقابلة بمكتبه الجديد بالمقر المركزي حزب العدالة والتنمية بحي الليمون بالرباط قبل ثلاثة أيام، أقر ابن كيران بوجود صعوبات تعترض سبيله، وعبر عنها بقوله " نحن الآن وسط البحر بعدما كنا ننظر إليه قبل يوم الاقتراع 25 نونبر الماضي من بعيد، مباشرة بعد تعييني رئيسا للحكومة بدأت أقدامي تلامس الأمواج الأولى للبحر ، ومع مرور الزمن سنكتشف قدرتنا على تدبير الشأن العام". وفي حالة ما إذا عجز الحزب عن التدبير، يقول ابن كيران " لن أكذب ساعتها على المغاربة، سأقول لهم الصراحة وسأبوح لهم بالسبب"، وحول ما إذا كان سيقول كل الحقيقة أو بعضها اعترف ابن كيران بأنه في بعض الحالات لن يكون قادرا على قول كل الحقيقة. ورفض ابن كيران أن يتم نعته بكونه مجرد موظف سامي يقوم بتنفيذ التعليمات، موضحا بأنه منذ أن كان طفلا صغيرا وزملاؤه يصفونه بالقائد، يقول " أنا رئيس حكومة ولست موظفا ساميا، تم تعييني رئيسا للحكومة وسأكون كذلك". ولم يخف ابن كيران استعداده للرحيل إذا طالبه الشعب بذلك، يقول "إذا هتف الناس برحيلي، سأرحل فورا ولن أتأخر". وأكد ابن كيران رغبته في الحوار مع حركة 20 فبراير، وقال عنهم " هم مغاربة شباب يريدون الإصلاح بدرجات متفاوتة، أنا لست ضدهم، إذا رغبوا بالجلوس معي أنا مستعد لتنفيذ طلباتهم إذا كانت مقبولة وتحترم المؤسسات وممكنة وفي مصلحة الوطن".