قال مصدر مقرب من القوات المسلّحة الملكية إن "التمرين العسكري الذي يحمل اسم صاغرو، لا علاقة له بالشأن الجزائري بصفة مطلقة"، في رده على ما يروج في وسائل الإعلام الجزائرية بخصوص ربط المناورات العسكرية بالوضع الداخلي للجارة الشرقية، مشيرا إلى كون "التمارين العسكرية دورية وعادية وروتينية". وكشف المصدر عينه أن "التمرين العسكري أخذ منحى آخر، لا سيما مع ما يقع في الجزائر"، معتبرا أن "التمرين يسمى صاغرو وليس جبل صاغرو"، وزاد: "التمرين العسكري نُسب إلى القطاع العسكري الذي تُقام فيه، المسمى صاغرو، أي قطاع ورزازات، وهي تمارين تُجرى سنويا في كل قطاع عسكري". وأوضح المصدر المطلع أن "التمرين العسكري اختير له اسم صاغرو هذه السنة، بينما أطلق عليها تسمية تافيلالت خلال السنة الفارطة، ومن المرتقب أن تُنظم في نواحي منطقة وجدة، خلال السنة المقبلة"، مؤكدا أن "كل قطاع عسكري يتوفر على تمارين سنوية خاصة به". وبخصوص إقحام المغرب في الشأن الجزائري، أبرز المصدر المسؤول أن "القوات المسلحة الملكية لا تتدخل أبدا في الشؤون الداخلية الجزائرية"، قائلا: "الأمر يتعلق بتمارين عسكرية لتحسين جاهزية القوات المسلحة، فضلا عن زيادة إلمامها بالتكتيكات المتبعة والتدرب على السلاح"، منبها إلى كون "تمرين صاغرو لا علاقة له بالمناورات التي تقوم بها الجزائر في الحدود". ويرى المسؤول نفسه أنه "من الصبيانية إقحام القوات المسلحة الملكية في هذه النقاشات"، مستطردا: "لا توجد أي علاقة للتمرين العسكري بما يقع في الجزائر، لا سيما المناورات التي قامت بها أمس في الحدود؛ لأننا لا نقترب من حدودهم، وهم أيضا لا يقتربون من حدودنا"، لافتا الانتباه إلى كونها "مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي في الجزائر". وأورد المصدر المطلع أن "القوات المسلحة الملكية لو أرادت الانخراط في هذه النقاشات، لقامت بتغطية إعلامية لهذه الأنشطة المسلحة؛ لكن لم تكن هنالك أي تغطية إعلامية للأنشطة العسكرية، منذ سنة 1985، لأنها لا تريد التشويش على الرأي العام المغربي والإقليمي أيضا". وشدد المصدر على أنه "بالعكس حينما نرى تمارين "الأسد الإفريقي" أو "فونيكس إكسبريس"، فهذان التمرينان العسكريان يعكسان التعاون الإقليمي الكبير للغاية، إلى جانب الأصدقاء التونسيين، بحكم وجود إرادة القوات المسلحة الملكية التي تسعى إلى خلق تعاون إقليمي عميق ومكثف بين جميع القوى الإقليمية، بغية مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية المشتركة وغيرها". وأكد المسؤول ذاته أن "التدخل الخارجي في الشؤون المغاربية يعكسه ما يقع في ليبيا"، مردفا: "لو كانت الجزائر مستقرة، لكان هنالك تعاون بينها والمغرب، حتى لا ندع أي قوات أخرى تتدخل في الصراع الإقليمي البحت؛ لأن التدخل يجب أن يكون من لدن المغرب والجزائر". وتابع: "جاءت خافرات أعالي البحار من دولة تونس في تمرين "فونيكس إكسبريس"، مع طاقم التدخل البحري والمراقبين المغاربة في تونس، خلال الفترة الثانية من التمرين"، موضحا أن "هنالك فترة داخل تمارين "الأسد الإفريقي" كانت في تونس؛ لكنها لم تمر في وسائل الإعلام، ذلك أن تونس تشارك في الأسد الإفريقي، منذ ثلاث سنوات بشكل فعال، ومن المرتقب أن تكون مشاركة أكبر في السنة المقبلة". وأشار المصدر إلى أن "اللجنة العسكرية المشتركة بين تونس والمغرب، إبان يناير الماضي، اتفقت على تدعيم التعاون العسكري بين الطرفين؛ بحيث لن يقتصر على مجال التكوين والصحة العسكرية فقط، وإنما سوف يصبح في مجال تكوين الفرق الخاصة للبحرية والدفاع الجوي، إلى جانب التعاون العسكري التقني".