بملامح ترنو إلى إنصاف مفقود، جاء معتقلو سجن تازمامارت، صباح اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الرباط من كل مدن المغرب، لإسماع صوتهم الذي اغتاله النسيان ولم يجد صدى داخل أيٍّ من المؤسسات الرسمية، بالرغم من مرور سنوات على انكشاف قضية اعتقالهم التي استمرت من 1973 إلى غاية 1991. جمعية ضحايا تازمامارت أعادت فتح الجرح، صباح اليوم، بتنظيمها ندوة بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، بسط فيها المعتقلون "مدى الجمود الذي يعيشه ملفهم بعد أن تم استثناؤه من التسوية ومطالبتهم بالتوجه نحو المحاكم للفصل، رغم أن طردهم من أسلاك الوظيفة العمومية جاء لأسباب سياسية، بعد إقحامهم في الصراع حول السلطة في فترة سبعينات القرن الماضي". عبد الله أعكاو، رئيس جمعية الضحايا، قال: "بعد مرور 28 سنة على مغادرة أسوار السجن، ماتزال المعاناة متواصلة بسبب رفض الجهات المسؤولة حل الملف"، مضيفا أنهم "محرومون من راتبهم الشهري أو أي معاش رغم توصية هيئة التحكيم بتعويض ضحايا الاختفاء القسري أو الاعتقال التعسفي". وطالب أعكاو في معرض حديثه ب"التسوية الوظيفية والإدارية والمالية لمن هم مازالوا على قيد الحياة، أما المتوفون داخل السجن فيجب تسوية وضعيتهم الإدارية وفق رسالة الوزير الأول إلى غاية تاريخ وفاة المعني بالأمر"، لافتا إلى "ضرورة توفير التغطية الصحية الكاملة، وتمتيع كافة الضحايا بخدمات التعاضدية الخاصة بالقوات المسلحة الملكية ومراكزها الاستشفائية، وكذلك بخدمات مصالح الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية". وأشار المتحدث إلى "إلزامية رد الاعتبار للضحايا وذلك بكشف الحقيقة كاملة لما حدث لهم من اختطاف واختفاء قسري، وتوضيح الأسباب والجهات المسؤولة الآمرة والمنفذة، وتحديد المسؤوليات الفردية والمؤسساتية، فضلا عن التأكد من رفات الضحايا باعتماد الحامض النووي، واحترام رغبات العائلات فيما يخص اختيار مكان الدفن بعد التأكد العلمي من هوية الموتى". وشدد عكاو على "مسألة الادماج الاجتماعي، وتمتيع ذوي الحقوق منه طبقا لما جاء في التقرير الختامي، وتمكين القاصرين المتمدرسين من منحة لمساعدتهم على مواصلة التمدرس"، كما لم يغفل "جبر الضرر الجماعي بالحفظ الإيجابي للذاكرة، وترميم المعتقل وتحوليه إلى مركز سوسيو-ثقافي، وإعادة بناء الزنازين، والحفاظ على قبور الضحايا". وناشد المعتقل السابق "السلطات بناء نصب تذكاري يضم أسماء جميع ضحايا تازمامارت، وتنظيم لقاء سنوي للعائلات في تاريخ قار يطلق عليه اليوم الوطني ضد النسيان"، مؤكدا "ضرورة تنمية قرية تازمامارت وإشراك هيئات المجتمع المدني بالمنطقة في اختيار البرامج، وتوفير مركز للذاكرة خاص بالمنطقة وإمداده بالمؤلفات التي كتبت حول المعتقل أو ألفها نزلاؤه السابقون".