يشكل التبرع بالأعضاء الوسيلة الوحيدة لمنح أمل الحياة لأشخاص هم في أمس الحاجة إلى زرع أحد الأعضاء الحيوية في الجسم، بعدما تتعرض للتلف بسبب أمراض مزمنة، كالقلب والكبد والرئة، بالإضافة إلى أنسجة الدماغ والبنكرياس وقرنية العين...وهو ما يبين مدى الحاجة الملحة إلى الاستفادة من ثمار التطور العلمي في مجال الطب. وفي ظل زيادة الطلب على التبرع بالأعضاء ارتأت رابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير والإنعاش بالشمال مناقشة قضية التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية كموضوع طبي يلامس إشكالات اجتماعية وعلمية ودينية. بلاغ صادر عن رابطة أطباء التخدير والإنعاش بالشمال، توصلت جريدة هسبريس بنسخة منه، أورد أن "اختيار الموضوع يأتي لأهمية هذه العمليات في الجراحة الطبية المعاصرة، ونظرا لما تعرفه المستشفيات المغربية من خصاص مهول في بنك الأنسجة الموجهة إلى زراعة الأعضاء وغياب هذه الثقافة عن المواطن المغربي". اليوم الدراسي المزمع تنظيمه يوم السبت 6 أبريل بمدينة طنجة سيعرف مشاركة العلامة مصطفى حمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة وجدة، ومحمد غسان الأديب، بروفيسور التخدير والإنعاش، إلى جانب البروفيسور أحمد بلحوس، أستاذ الطب الشرعي والتشريح، بحضور الدكتورة وفاء الغيدوني، الأستاذة بكلية الحقوق. وستتخلل الملتقى الطبي، الذي سيترأس فعالياته الدكتور المعزوزي، ونخبة من المعنيين والمؤثرين في الموضوع، أمثال الباحث في علم الاجتماع الدكتور عبد الرحيم العطري، ورشات علمية موضوعاتية، ستتمحور حول مستجدات الابتكار العلمي في مجال زراعة الأعضاء البشرية، فضلا عن شهادات لأشخاص تبرعوا بالكلي، وآخرين أودعوا توصياتهم بالمحاكم من أجل التبرع بأعضائهم بعد الوفاة. يذكر أن تنظيم هذا اليوم الدراسي يندرج في إطار اهتمام رابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير والإنعاش بالشمال باللقاءات التحسيسية والتواصلية في تأطير مهنيي قطاع الصحة، وإطلاع الأطر الطبية والتمريضية على المستجدات العلمية والتقنية والدوائية، وأيضا بهدف الانفتاح على المجتمع وتقوية أواصر التواصل مع فعالياته. وسبق ل"رابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير والإنعاش بالشمال" أن ناقشت خلال الدورتين السابقتين موضوعين على مثيل من الأهمية؛ وهما على التوالي "الأخطاء الطبية وحماية الطبيب"، و"الإجهاض وصحة المرأة بين الطب والدين والقانون".