أنهى دفاع الصحافي حميد المهدوي، مدير موقع "بديل"، المتابع في ملف حراك الريف، مرافعاته مساء اليوم الثلاثاء، لتقرر محكمة الاستئناف منح الكلمة الأخيرة للمتهم، في الجلسة المقبلة التي ستعقد في الخامس من شهر أبريل المقبل. وفِي الوقت الذي قرر فيه المتابعون في ملف حراك الريف، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي، مواصلة عدم الحضور للجلسات، فإن هيئة الدفاع ترافعت خلال هذه الجلسة عن الصحافي المهدوي، انسجاما مع مطلب المعتقلين بالتزامهم الصمت وعدم الترافع عنهم. وشهدت الجلسة التي عقدت اليوم، واستمرت حتى حدود التاسعة ليلا، حضورا كبيرا من عائلات معتقلي الحراك وعائلة الصحافي، إلى جانب فعاليات حقوقية؛ ضمنها حسن بناجح، قيادي جماعة العدل والإحسان، وَعَبَد الإله بنعبد السلام، عضو الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان. وعاد أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المهدوي إلى ما سبق للراحل الملك الحسن الثاني أن قاله في حق العساكر الذين كانوا على متن الطائرات وهم يحاولون تنفيذ الانقلاب عليه، إذ اعتبرهم فاشلون، حيث اعتبر المحامي أن "من صاغوا هذا الملف فاشلون". ولفت المتحدث نفسه، وهو يخاطب الهيئة ملتمسا منها الحكم ببراءة المهدوي، إلى أنه "يجب أن تعيدوا إلينا الثقة في هذا الوطن"، مضيفا: "لا يمكن أن تسمحوا لكل من يريد إرجاعنا إلى الوراء". من جهتها، قالت المحامية مريم جمال الإدريسي، خلال عروجها على مضامين المكالمة الهاتفية التي يتابع على إثرها المهدوي والتي يشير فيها المُتّصل بالصحافي إلى أنه يريد إدخال دبابة من روسيا، إن "المغرب لم يزعزع في الاستعمار، بالأحرى مع واحد يجيب دبابة عاطي فيها العربون". وأردفت متسائلة في مرافعة قانونية: "هل تتضمن المكالمات ما يفيد علم المتابع بوجود خطط؟"، معتبرة أن كلام المتصل الذي يبقى مجهولا بحسبها "كلام غير منسجم وغير منطقي"، مشددة: "كيف يتحدث عن شراء دبابة وهو لا يدرك كيف سيدخلها؟". ولفتت المحامية الإدريسي إلى أن "المهدوي حينما كان يناقش ويجيب المتصل لم يكن يعلم آنذاك أن الأمر يتعلق بجريمة، ويعتبر أن صاحب المكالمة إما رجل مخابرات أو شخص معتوه، فكيف للصحافي أن يصدق ذلك؟". وزادت المتحدثة نفسها: "قانون الصحافة ينص على حماية الصحافي لمصادره إلا بمقرر قضائي، ونحن أمام جريمة خيالية وبدا للمهداوي الأمر غير جدير بالاهتمام حتى يبلغ عنه". وشهدت بداية هذه الجلسة خلافا حادا، حيث سارع حميد المهدوي الذي يحضر وحيدا في هذا الملف إلى الصراخ حين دخل دفاعه في نقاش مع الهيئة بسبب مقاطعة رئيسها للمحامين، قائلا: "لا تحرموني من حقي في الدفاع"، داعيا القاضي إلى السماح لدفاعه بالحديث.