على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي وجّهها الملك محمد السادس، في خطاب افتتاح البرلمان برسم سنة 2017، إلى النموذج التنموي المعتمد بالمغرب، الذي قال إنه "أصبح غير قادر على تلبية احتياجات المواطن المغربي"، وأعرب عن تطلعه إلى نموذج يعالج نقاط الضعف والاختلالات التي ظهرت خلال السنوات الماضية؛ فإن عدة مناطق بإقليم زاكورة ما زالت تتخبط في برامج تنموية عشوائية لا ترقى إلى تطلعات الساكنة المحلية. ويرى عدد من الجمعويين بإقليم زاكورة، الذين استقت هسبريس آراءهم، أن زاكورة تعد قصة أخرى لفشل المقاربات التنموية التي تساوي السهول بالجبال، وما زال عدد من سكان الإقليم يتجرعون مرارة الحياة، إذ لم ينالوا حقهم من التنمية بعد؛ فهم يعيشون تحت وطأة التهميش، واصفين النموذج التنموي المعتمد بالإقليم ب"النموذج السياسي والإقصائي". لحسن رابح، منتخب وفاعل جمعوي من تزارين، قال إن إقليم زاكورة يعتبر من بين الأقاليم القليلة التي تعرف ركودا على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى "أن عهد العامل السابق لحسن اغجدام عرف عهده بدينامية وحركية على جميع الأصعدة في هذا الإقليم الفتي". وأضاف رابح، في تصريح لهسبريس، "إن الوضع التنموي والاقتصادي الذي يتخبط فيه الإقليم حاليا لم يرتق بعد إلى طموحات الساكنة المتعطشة لبرامج ومشاريع من شأنها أن تحرك عجلة التنمية في هذا الإقليم؛ لأنه إقليم يتمتع بكل الشروط التي ستجعله وبدون شك قطب تنموي بامتياز إن استغل كل مؤهلاته"، مضيفا "أتمنى صادقا من عامل الإقليم الجديد أن يفتح قلبه لهذه الساكنة من أجل مساعدتها وإزالة عقدة التنمية في هذا الإقليم". من جانبه، أكد حسن بنعليلي، رئيس المكتب الإقليمي لجمعية الحمامة للتربية والتخييم بزاكورة، أن المواطنين بمختلف فئاتهم يلحون على ضرورة تبني سياسة عمومية لإصلاح وتحسين الوضع التنموي والاقتصادي بالإقليم، خاصة مع المشاكل التي تراكمت في السنوات الأخيرة والتي تتجلى في تدهور القدرة الشرائية للمواطن الزاكوري وغياب فرص الشغل. وأضاف المتحدث أن الجانب التنموي بالإقليم عرف ركودا كبيرا، خاصة أمام ضعف الاستثمارات الموجهة إلى الإقليم والبعد الجغرافي عن المراكز الحيوية وتوالي سنوات الجفاف؛ وهو ما أدى إلى انعكاس الوضع على ساكنة الإقليم، حيث ازدادت نسبة الهجرة وضعف دخل الفرد وكذلك ازدياد فوارق الاستفادة من المشاريع التنموية بين مناطق الإقليم. وشدد المتحدث نفسه أن الغرف المهنية يجب أن تلعب دورا رياديا في إصلاح هذا الواقع إلى جانب تحمل المجالس المنتخبة والفاعلين السياسيين مسؤوليتهم من أجل الترافع وجلب الاستثمارات في مختلف الميادين وتحديد حاجيات كل قطاع من خلال تشخيصات دقيقة تحت إشراف عامل الإقليم الذي عين مؤخرا والذي يعول عليه من طرف الساكنة من أجل إيجاد حلول لمشاكل المنطقة. "لا أحد من المسؤولين في مدينة زاكورة يمكن أن يتكهن بما قد تحمله الأيام المقبلة"، جملة رددها رضوان لحميدي، فاعل جمعوي وعضو حزب الأصالة والمعاصرة في حديثه لهسبريس، موضحا أن زاكورة غارقة في الفقر حتى النخاع وساكنتها لم يعد صبرها قادرا على الصبر، الأمر الذي يجعل الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت التي حتما لن تكون سارة إذا لم تنكب الجهات المسؤولة محليا وإقليميا وجهويا ومركزيا على وضع خطة تنموية متكاملة لانتشال زاكورة من مستنقع التهميش والإهمال والفقر، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث أن هناك لوبيا يحاول السيطرة على المشاريع الاقتصادية بوضع العراقيل أمام بعض المستثمرين، خاصة أصحاب المشاريع ذات البعد التنموي والاقتصادي؛ وهو ما جعل مصالح المنطقة رهينة مصالح شخصية لبعض المسؤولين الذين يحاولون وضع العراقيل أمام قافلة التنمية المحلية، مبرزا أن هذا الأمر جعل زاكورة تعيش تحت عتبة الفقر و"التي تحترق في صمت"، وفق تعبيره. ومن أجل نيل تعليق رئيس المجلس الإقليمي لزاكورة ومصالح العمالة، في موضوع الركود التنموي الذي يعيشه إقليم زاكورة، اتصلت هسبريس بعبد الرحيم شهيد الذي وعدنا أنه سيجيب عن أسئلتنا دون مجيب. كما أن عددا من المسؤولين بالعمالة ظلت هواتفهم ترن دون مجيب لمدة ثلاثة أيام.