اندلعت "حرب دبلوماسية جديدة" بين المغرب وجنوب إفريقيا بسبب احتضان بريتوريا، اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، لمؤتمر إفريقي يدعم طروحة الانفصال التي تروجها البوليساريو ضد المملكة، وهو الحدث الذي ردت عليه الرباط، بشكل مفاجئ، بتنظيم مؤتمر وزاري إفريقي، بمشاركة أزيد من 40 بلداً من القارة السمراء، حول دعم الاتحاد الإفريقي للمسلسل السياسي للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وذلك في التوقيت نفسه الذي ينطلق فيه التجمع المعادي للمغرب. وتنظم جنوب إفريقيا هذا المؤتمر الداعم للانفصال بحضور 15 بلدا إفريقيا ضمن مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، المعروفة اختصارا ب"ساداك"، في إطار مواصلة العداء التاريخي للمملكة المغربية وتوظيف نزاع الصحراء في بناء شرعية الحزب الحاكم، الذي يواجه انتقادات واسعة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في شهر ماي المقبل. ويعتبر المؤتمر، الذي يجرى بمقر وزارة الخارجية لدولة جنوب إفريقيا، أول محطة تضامنية مع جبهة البوليساريو تجرى على مستوى رؤساء دول وحكومات "SADC"، وهو ما يشكل تحديا للدبلوماسية المغربية لما يمكن أن يعلبه هذا الحدث من خلق لوبي جديد يسعى إلى توظيف الآلية الإفريقية حول الصحراء في التأثير على مسار الملف الأممي. وخصصت الجزائر طائرة خاصة نقلت زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، والطاقم المرافق له، إلى عاصمة جنوب إفريقيا بريتوريا، مساء أمس الأحد، في خطوة تعكس الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه النظام الجزائري إلى البوليساريو. كما حضرت الجزائر بوفد رفيع المستوى يقوده نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية رمطان العمامرة. وجددت جنوب إفريقيا، في كلمة افتتاحية لمؤتمر "ساداك"، دعمها لجبهة "البوليساريو"، معتبرة هذا النزاع الإقليمي يدخل في إطار "تصفية الاستعمار من القارة السمراء، ويقع على مسؤولية كل الأفارقة"، على حد قولها، قبل أن تجدد دعمها المتواصل لإقامة "الدولة الصحراوية وإنهاء الاحتلال"، بتعبير وزيرة خارجية هذا البلد. رد المغرب على "التحركات الجديدة-القديمة لجنوب إفريقيا والجزائر" لم يتأخر كثيراً؛ إذ تحتضن مدينة مراكش، اليوم الاقنين، مؤتمرا وزاريا إفريقيا حول دعم الاتحاد الإفريقي للمسلسل السياسي للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وأوضحت وزارة الخارجية المغربية، في بلاغ، أن هذا المؤتمر، الذي يعرف مشاركة نحو 40 بلدا إفريقيا، من المناطق الخمس للقارة، يهدف إلى التعبير عن دعم قرار الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي رقم 693، الذي تم اعتماده في القمة الحادية والثلاثين للاتحاد الإفريقي، المنعقدة يومي 1 و2 يوليوز 2018 بنواكشوط (موريتانيا)، مشيرة إلى أن هذا القرار يجدد التأكيد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في بحث النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وخلص البلاغ إلى أن عقد هذا المؤتمر يأتي في إطار الرؤية الحكيمة والرشيدة للدول الإفريقية من أجل تعزيز وحدة القارة ورفض أي محاولة للانحراف بها عن أولوياتها الملحة في مجال التنمية البشرية المستدامة والاندماج الإقليمي ورفاهية مواطنيها.