قالت جبهة البوليساريو إن الحالة الوحيدة التي يمكن أن تقبل بها بمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب، هي إذا أقره "استفتاء حر ونزيه صوّت فيه الصحراويون لحسم هذا الصراع الذي عمر طويلاً". وأكد خطري أدوه رئيس وفد البوليساريو المشارك في محادثات "جنيف 2"، في مؤتمر صحافي مساء اليوم الجمعة، بعد انتهاء المائدة المستديرة الثانية برعاية المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، أن "الجبهة مستعدة أن تقبل بالحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية والتخلي عن مطلب الانفصال إذا كان هذا القرار يعبر عن رغبة الشعب الصحراوي". جبهة البوليساريو أوضحت، رداً على الموقف المغربي من خلاصات مائدة "جنيف 2"، أن "الحل الواقعي العلمي والدائم هو الذي يمنح شعبنا حقه في تقرير مصيره بحرية ودون أي شروط مسبقة"، ودعت إلى بناء الثقة بين أطراف النزاع من أجل تحقيق تقدم. ويبدو أن الوقت ما زال مبكرا على بناء الثقة التي ينشدها المبعوث الأممي، هورست كولر، وعلى أساسها قرر عقد جولة ثالثة من المحادثات؛ إذ اشترطت البوليساريو مقابل هذه الثقة إطلاق السلطات المغربية سراح من تعتبرهم "معتقلين سياسيين" بسجون المملكة. وجاء في بيان تلاه قادة التنظيم الانفصالي بمقر الأممالمتحدة، بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الوفد المغربي، أن "البوليساريو ما تزال ملتزمة بحل سلمي حقيقي، ونحن نرحب بالجهود الدؤوبة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ونحث المجتمع الدولي على تقديم الدعم الكامل له". المصدر ذاته أضاف أن "هدف البوليساريو من الجولة المقبلة هو بناء العناصر اللازمة لحل عادل ودائم يحترم الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي"، وعبرت الجبهة عن استعدادها "للمضي قدماً دون شروط مسبقة وبحسن نية ولكن بهدف ثابت يتمثل في تحقيق حق شعبنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال"، بتعبير البلاغ. في مقابل ذلك، قالت مصادر هسبريس من جنيف إن البيان الختامي للمائدة المستديرة "جاء متطابقا مع جدول أعمال الاجتماع المعتمد في هذه المائدة المستديرة، التي ركزت على محددات الحل السياسي، المتمثلة في الواقعية والبراغماتية وروح التوافق والاندماج الإقليمي". وأشارت مصادر هسبريس إلى أن "المناقشات خلال يومي الخميس والجمعة ركزت على محددات الحل السياسي التي كرسها مجلس الأمن، بما في ذلك البراغماتية والواقعية والاستدامة وروح التوافق"، مؤكدة أن تقرير المصير "لم يعد سوى عنصر ضمن العناصر المعتمدة من طرف المجلس". وأضاف المصدر الدبلوماسي المغربي أن "تكريس هذه المحددات من طرف مجلس الأمن يستبعد نهائيا أي نقاش حول الاستقلال أو الاستفتاء، في مقابل ذلك، فإن مبادرة الحكم الذاتي تتوافق تماما مع المخرجات التي كرسها مجلس الأمن، وهي البراغماتية والواقعية والاستدامة وروح التوافق". وخلص المصدر إلى أن "اليوم هناك إجماعا داخل المجتمع الدولي على أن مبادرة الحكم الذاتي المغربي هي السبيل الوحيد لتسوية النزاع الإقليمي في الصحراء المغربية"، مشيرا إلى أن الأطراف الأخرى مدعوة للانخراط في هذه الدينامية والمساهمة بإخلاص وبحسن نية في المناقشات حول الحل السياسي.