اجتمع، صبيحة أمس الجمعة، ممثلو المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو حول مائدة مستديرة أدار أشغالها الألماني هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية بقصر «لو روزي» الواقع على بعد 30 كيلومترا بجنيف. وحسب مصادر مطلعة فإن اللقاء جرى صباحا في سرية تامة بعيدا عن وسائل الإعلام، التي دعيت إلى ندوة صحفية عقدها كوهلر عقب انتهاء أشغال المائدة المستديرة الثانية التي تجمع الأطراف. ورجحت مصادر مطلعة أن المبعوث الأممي قريب من تبني خيار الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كمخرج مع إمكانية بسط بعض التعديلات كحل واقعي ومسنود دوليا، كما توقعت مصادرنا اقتراح إجراءات بناء الثقة بين المعنيين . ووفقا لمصادر في جنيف، فإن جدول أعمال المائدة المستديرة الثانية شمل محددات الحل السياسي على النحو المنصوص عليه في القرار 2440، وهو حل سياسي واقعي وعملي ومستدام يقوم على التوافق،»وحسب نفس المصادر فإن تقرير المصير يندرج ضمن المحددات الأخرى للحل السياسي، وهي الواقعية والبراغماتية والاستدامة. وهذه المحددات التي لاقت مناقشتها معارضة شديدة من قبل الجزائر و»البوليساريو»، المتمسكين بقراءة انتقائية ومجتزأة لمبدأ تقرير المصير. وشدد المغرب على أهمية الاستفادة من دروس فشل مسار «مانهاست»، وطالب بالتركيز على المعايير نفسها التي حددها مجلس الأمن في قراريه الأخيرين 2414 و2440 وقد تم إقرار جدول أعمال المائدة المستديرة الثانية، الذي يركز بشكل خاص على محددات الحل السياسي وعلى موضوع الاندماج الإقليمي. ويشارك المغرب في هذه المائدة المستديرة على أساس موقف واضح والتزام صادق، للوصول إلى هذا الحل السياسي الواقعي القائم على التوافق، ويبقى على الأطراف الأخرى اغتنام فرصة الطاولة المستديرة الثانية، لإظهار إرادتهم والتزامهم الحقيقي بالتقدم نحو حل سياسي. وقد أعرب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية عن أمله في أن تعزز المائدة المستديرة الثانية، الدينامية الإيجابية للقاء السابق الذي عقد في دجنبر الماضي بجنيف. وأكد مكتب الأممالمتحدة في مذكرة للصحافة نشرت بعد زوال أول أمس الخميس، أن كوهلر «يأمل في أن يتيح هذا اللقاء تعزيز الدينامية الإيجابية التي طبعت المائدة المستديرة الأولى التي عقدت في دجنبر الماضي بجنيف».