انتهت، قبل قليل من يومه الخميس بقلعة لروسي بوسين بالقرب من جنيف، اجتماعات اليوم الأول من المائدة المستديرة الثانية حول نزاع الصحراء، بمشاركة وفود المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا. وخصص اليوم الأول، وفقا لمصادر هسبريس من جنيف، لتقييم خلاصات المائدة المستديرة الأولى، ثم عرض تصورات كل طرف حول معالم الحل السياسي المناسب لإنهاء نزاع الصحراء، طبقا لقرارات مجلس الأمن رقم 2440. وكشفت مصادر هسبريس أن المغرب أكد، في الاجتماع، أن "مبدأ تقرير المصير يجب أن يراعي المعايير الواقعية والبراغماتية والاستدامة"، وذلك انطلاقا من قرارات مجلس الأمن التي تشير إلى "الحل السياسي الواقعي والعملي والمستدام، والذي يقوم على حل وسط". وحسب ما تسرب من كواليس الاجتماع، فقد أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ورئيس الوفد المغربي، "تشبث الرباط بهذه المنطلقات وفق مبادرة الحكم الذاتي الذي تطرحها المملكة". وفي الوقت الذي أبدت فيه الجزائر والبوليساريو معارضتها للتصور المغربي مقابل طرحها قراءة انتقائية لمبدأ تقرير المصير، شدد المغرب على ضرورة التعليم من فشل المبادرات التي طرحت في مفاوضات مانهاست والتركيز على نفس المعايير التي حددها مجلس الأمن في قراريه الأخيرين 2414 و2440. وأفادت مصادر هسبريس بأن المغرب يشارك في هذه المائدة المستديرة الثانية على أساس "موقف واضح والتزام صادق بهدف إحراز تقدم في الملف للوصول إلى حل سياسي واقعي قائم على التسوية". ووضع المغرب بقية أطراف النزاع، خصوصا الجزائر والبوليساريو، في صورة الحل السياسي الذي يمكن أن يقبل به وأقصى التنازلات التي يمكن أن يقدمها، بتعبير مصادر هسبريس. في مقابل ذلك، قال امحمد خداد، عضو وفد البوليساريو، إن ممثليه يشاركون في المائدة المستديرة الثانية "بحسن نية وباحترام صارم لحق شعب الصحراء في تقرير مصيره"؛ وهو ما يعد، حسب تعبيره، "خط أحمر لا يجب تجاوزه". وأورد القيادي بالجبهة، في تصريحات صحافية، أنه "لن يتم الإقدام على أي خطوة دون الشعب الصحراوي، وأن الحلول المعطلة كالحكم الذاتي هي بالية تماما". يشار إلى أن الوفد المغربي الذي يقوده ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، يضم عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية بنيويورك، وسيد حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، وفاطمة العدلي، فاعلة جمعوية وعضو المجلس البلدي لمدينة السمارة. وتشارك الجزائر بوفد رفيع المستوى، في اجتماع "جنيف 2"، يقوده رمطان لعمامرة، نائب رئيس الحكومة الجزائري ووزير الخارجية. كما يمثل موريتانيا إسماعيل ولد الشيخ، وزير الخارجية. وكان هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء، استقبل، قبل انطلاق اليوم الأول من محادثات جنيف الثانية، الوفود الأربعة المشاركة في اللقاء على انفراد، في خطوة تهدف إلى جس نبض قبل الشروع في جدول الأعمال رسميا.