تنطلق، اليوم الأربعاء بالعاصمة السويسرية جنيف، على مدى يومين، جلسة نقاش حول قضية الصحراء المغربية بحضور الأطراف الرئيسية لهذا النزاع المفتعل؛ وهي: المغرب والجزائر و"البوليساريو" وموريتانيا. وقبل انطلاق "المائدة المستديرة" بساعات، سارعت الأممالمتحدة إلى إصدار توجيهات إلى الأطراف المشاركة في المحادثات التي يشرف عليها هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء. ورحب أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، بقرار المغرب و"البوليساريو" والجزائر وموريتانيا بقبول دعوة مبعوثه الشخصي، للمشاركة في اجتماع مائدة مستديرة أولى، في جنيف يومي 5 و6 دجنبر الحالي. وجاء في البلاغ الأممي أن غوتيريس "يكرر تأكيد ودعمه الثابت لمبعوثه الشخصي ولجهوده الرامية إلى إعادة إطلاق عملية التفاوض، تماشيا مع قرار مجلس الأمن 2440 المؤرخ في 31 أكتوبر 2018. ويحث الجميع على المشاركة بحسن نية في المناقشات ودون شروط مسبقة وبروح بناءة". مصدر متابع لتطور نزاع الصحراء أكد أن "البلاغ الصادر عن الأممالمتحدة لم يميز، ولأول مرة في تاريخ هذا النزاع، بين وضعيات الأطراف المشاركة"، أي أنه وضع المغرب والجزائر في كفة واحدة وليس كما تدعي الجزائر أنها تحضر إلى لقاء جنيف كبلد مجاور. وأوضح مصدر جريدة هسبريس الإلكترونية أن توجيهات غوتيريس تدعو "البلدان الأربعة إلى المشاركة بحسن نية وبروح بناءة، على أساس القرار 2440؛ وهو ما يفند ادعاءات الجزائر والبوليساريو، اللذين يدعيان بأن الأطراف الأساسية في المباحثات هما فقط المغرب والبوليساريو، وأن الجارة الشرقية ليست سوى عضوا ملاحظا". من جهة ثانية، أفادت مصادر هسبريس من جنيف بأن جميع الوفود المشاركة في "المائدة المستديرة" وصلت إلى العاصمة السويسرية، وأشارت إلى أن البرنامج الرسمي سينطلق في حدود الساعة الثانية بعد الزوال ويختتم مساء غد الخميس. المصادر ذاتها أوردت أن المبعوث الشخصي لغوتيريس يرتقب أن يقدم إحاطة بعد انتهاء "المائدة المستديرة" الخميس، لتسليط الضوء على نتائج وخلاصات اللقاء الذي سيرسم معالم الحل أو يبصم على استمرار وضعية الجمود. يعوّل الرئيس الألماني السابق على هذه المحطة الحاسمة من أجل "تقييم التطورات منذ الجولة الأخيرة من المفاوضات حول الصحراء سنة 2012 ومعالجة القضايا الإقليمية والخطوات التالية المتعلقة باستئناف العملية السياسية". ويقود الوفد المغربي، الذي سيشارك في جلسة النقاش حول قضية الصحراء المغربية بجنيف السويسرية، ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي. ويضم هذا الوفد كلا من عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة بنيويورك؛ وحمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء؛ وينجا الخطاط، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب؛ وفاطمة العدلي، الفاعلة الجمعوية عضو المجلس البلدي للسمارة.