وجه المسيحيون المغاربة رسالة مفتوحة إلى البابا فرنسيس، الذي يرتقب أن يقوم بزيارة إلى المغرب أواخر شهر مارس الجاري، يطالبون من خلالها مؤسسة الفاتيكان ب"التدخل بشأن موضوع الحرية الدينية بالمملكة المغربية، خاصة في ظل المبادرات التي يقوم بها الملك محمد السادس بغية جعل المغرب بلدا متسامحا". وقالت لجنة المسيحيين المغاربة في رسالتها المفتوحة إن "السلطات المغربية تنتهك الحرية الدينية للأشخاص المعتنقين للديانة المسيحية وتعرضهم للاضطهاد، من خلال استمرار الاعتقالات غير القانونية في حقهم"، موضحة أن "أجهزة الأمن مارست التعذيب وسوء المعاملة في حق البعض منهم". وأضافت اللجنة المذكورة أن بعض المسيحيين المغاربة حرموا من وثائق الهوية بسبب إعلان دينهم الجديد أو قيامهم بصلوات داخل كنائس سرية، مشيرة في السياق ذاته إلى أن السلطات الأمنية المغربية أقدمت على طرد المئات من الأجانب المتهمين بممارسة أنشطة ذات صلة ب"التبشير". وطالبت اللجنة المدافعة عن المغاربة المسيحيين، المقدر عددهم ما بين 30 و35 ألفا، ب"ضرورة ضمان الحريات الأساسية التي ما يزالون محرومين منها"، في إشارة إلى ممارسة حرية العبادة في الكنائس والزواج الكنسي أو المدني، إضافة إلى القيام بالطقوس الجنائزية المسيحية. ودعت اللجنة، غير المعترف بها رسميا، إلى إعفاء أطفال المغاربة المسيحيين من تعلم الدين الإسلامي المفروض في المقررات الدراسية، ومنحهم حق إطلاق أسماء مسيحية على أبنائهم، مطالبة أيضا السلطات المغربية والبابا ب "اغتنام هذه الزيارة للحوار بأكبر قدر من الصراحة في موضوع الحرية الدينية". وقالت: "نطالب السلطات المغربية بوقف جمع المضايقات الممارسة على الكنائس الرسمية في البلاد، بما فيها الكنيسة الكاثوليكية، من خلال إثنائها عن استقبال وتعلم وتعميد وتثبيت وتزويج العديد من المغاربة، الذين يختارون طواعية الدخول إلى الدين المسيحي". وأوردت منابر إعلام إسبانية أن الدستور المغربي ينص على أن الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية، وأن "المسيحيين الأجانب يتمتعون بالحرية التامة في ممارسة شعائرهم تحت حماية السلطات، بينما يضطر المغاربة المعتنقون للمسيحية إلى التخفي". وزادت المصادر ذاتها أن المتحولين إلى الديانة المسيحية بالمغرب يتعرضون للملاحقة في حالة جهرهم باعتناق دين آخر غير الإسلام. وبدورها، عبرت الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية عن أملها في أن "يوظف البابا مساعيه الحسنة لإثارة بعض الانتهاكات المتعلقة بالحرية الدينية للمسيحيين المغاربة".