خاضت النقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وقفة احتجاجية، اليوم الإثنين أمام مقر المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بميدلت، بسبب ما قالت إنه "أزمة بنيوية يعرفها مستشفى القرب بالريش جراء قرارات فردية للمسؤولة الإقليمية بشكل أضحى يؤثر سلبا على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن". وصدحت أصوات الغاضبين المشاركين في الوقفة بشعارات منددة بتفشي الزبونية والمحسوبية في التنقلات التي تستنزف الموارد البشرية للمؤسسة الصحية المذكورة، خاصة بمصلحة الولادة عقب تنقيل مولدتين إلى المركز الصحي الحضري تحميدانت. واعتبر المحتجون هذه التنقيلات "إفراغا لمصلحة الولادة بمستشفى الريش على حساب السير العادي للعمل بالمرفق الاجتماعي، وثقلا كبيرا على عاتق الشغيلة الصحية التي تشتغل جراء هذه القرارات وفق نظام 24/48 ساعة، الشيء الذي يتنافى مع القوانين المنظمة للحراسة بالمؤسسات الصحية"، بتعبير بلاغ توصلت به هسبريس. واستحضر المصدر ذاته عدم استفادة المولدات من رخصهن الإدارية برسم سنة 2018، واصفا الأمر ب"اللخبطة القانونية" وسياسة الآذان الصماء والتسيير الأحادي للقطاع الاجتماعي الحيوي بالإقليم. بدر أقبوش، عضو المكتب المحلي للنقابة سالفة الذكر بالريش، قال لهسبريس إن الشكل الاحتجاجي "جاء للدفاع عن ملف مطلبي متكامل يهم مختلف الأطر التي تصطدم مع المواطنين وتحتك بهم بسبب الضغط اليومي، وبغية الرقي بجودة الخدمات الصحية". وأضاف النقابي ذاته أن قرار التنقيل طال مولدتين للعمل بخلية التلقيح، مؤكدا أن "هذه المهمة يمكن أن يقوم بها ممرض متعدد التخصصات وترك المولدتين لتعزيز العرض الصحي"، مشيرا إلى أطر آخرين، كتقنيي الإنعاش والتخدير، تم تعيينهم بمستشفى القرب بالريش، إلا أن المسؤولة الإقليمية ارتأت الاحتفاظ بهم بالمركز الاستشفائي الإقليمي بميدلت. وأكد عضو المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة بالريش أن "مشفى الريش يدبَّر حاليا ب 9 مولدات، اثنتان منهن ترضعان، أي إنهما لا تخضعان لنظام الحراسة، وممرضين في التخدير والإنعاش فقط"، مناشدا المندوبة الإقليمية "فتح باب الحوار لحلحلة المشاكل في إطار مقاربة تشاركية". وأشار أقبوش إلى أن الملف المطلبي للنقابة يضم نقاطا تخص سائقي سيارات الإسعاف الذين لم يتلقوا تعويضاتهم منذ 2017، بالإضافة إلى إرجاع كل الأطر الطبية والتمريضية التابعة لمستشفى الريش، "من أجل الدفع بعجلة التنمية والحد من تنقلات المرضى الباحثين عن العلاج". وحاولت هسبريس ربط الاتصال بالدكتورة فاطمة شباعتو، المندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بميدلت، غير أن هاتفها ظل يرن دون مجيب.