تراجع حجم المبادلات التجارية بين المغرب والجزائر بمستويات قياسية خلال الفترة الممتدة ما بين 2013 و2018، نتيجة توقف الرباط عن استيراد النفط الخام الجزائري بسبب إغلاق مصفاة لاسامير. وأثرت واردات المغرب من المحروقات بشكل واضح على الحجم الإجمالي للمبادلات التجارية بين البلدين، بعد تراجعها بنسبة 60 في المائة في أقل من خمس سنوات، واكتفاء الرباط باستيراد الغاز الطبيعي من الجارة الجزائر. وانتقل حجم واردات المغرب من المحروقات الجزائرية من 10.8 ملايير درهم في سنة 2014، إلى أقل من 4.3 ملايير درهم فقط خلال العام الماضي. وكانت المنتجات البترولية والغاز الطبيعي المستوردين من الجزائر يشكلان ما يقارب 75 في المئة من مجموع هذه المبادلات. وقد بلغ الحجم السنوي لواردات المغرب من منتجات البترول الجزائري خلال الأعوام السابقة لفترة 2014 وإلى حدود شهر شتنبر الماضي ما يناهز 4.57 مليار درهم، في حين بلغ حجم ما استورده من الغاز الطبيعي من الجارة الجزائر ما يربو عن 3 ملايير درهم. وكشفت الأرقام أن المغرب يستورد من الجزائر مجموعة من المنتجات، من ضمنها منتجات الآزوت والأسمدة المخصبة، والتمور التي استورد المغرب منها ما يناهز 12.56 مليون درهم خلال الفصول الثلاثة الأولى من العام الماضي. يشار إلى أن صادرات الألبسة التقليدية المغربية إلى الجزائر سجلت ارتفاعا بنسبة 97 في المائة خلال سنة 2017، وبلغت قيمتها 18.8 مليون دولار، ما جعلها تمثل 9 في المائة من إجمالي صادرات المغرب إلى الجزائر. ويأتي هذا الارتفاع في سياق انخفاض صادرات المغرب إلى الجزائر بنسبة 16 في المائة خلال الفترة نفسها؛ إذ نزلت إلى 205 ملايين دولار في 2017، بعدما قررت الحكومة كبح الاستيراد بداية من سنة 2018 توازيا مع الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر جراء تهاوي أسعار النفط.