لا تزال صحة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعالج في مستشفى في جنيف، في خطر دائم بسبب تدهور جهازه العصبي، على الرغم من أنه لا يعاني من مرض قاتل، وفقا لوسائل إعلام سويسرية، وسط تزايد الشائعات والاحتجاجات في الجزائر. ويوجد بوتفليقة في الطابق الثامن من مستشفى جنيف الجامعي (HUG) منذ 24 فبراير الماضي، ووفقا لتقرير طبي، فإن حياته "في خطر دائم" بسبب تقدمه في السن، حيث يبلغ من العمر 81 عاما، وكذلك بسبب السكتة الدماغية التي تعرض لها في 2013، حسبما ذكرت صحيفة (La Tribune de Genève) السويسرية الأربعاء. وأضافت الصحيفة أن "بوتفليقة لا يعاني من أي ضرر فتاك على المدى القصير لكن بالنظر لسنه فإنه يكافح للتعافي من الجلطة الدماغية التي أصابته في 2013. وحسب المعلومات التي تضمنها التقرير فإن "الاضطرابات العصبية للرئيس الجزائري هي نتيجة حتمية لتقدمه في السن ولكن أيضا بسبب جلطته الدماغية التي أدت إلى تدهور وظائفه العصبية". ولحمايته من الالتهابات الرئوية، فإن الرئيس الجزائري يخضع حسب المصدر ذاته "إلى علاجات بالمضادات الحيوية، وأيضا لعلاج طبيعي للجهاز التنفسي". وتحدث المصدر نفسه أن "مرض الرئيس يعتبر أمرا مقلقا على صعيد مهامه السياسية، كونه يعاني من فقدان القدرة على الكلام أو فقدان جزئي للغة"، مبرزة "أن بوتفليقة يبدو عليه فهم ما يقال له لكن من الصعب أن يُفهم ما يقوله هو، ويجب التمعن جيدا في شفتيه خلال حديثه". ورفض المكتب الصحفي للمستشفى السويسري، الذي اتصلت به وكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، تأكيد أو نفي هذه المعلومات متعللا بالحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بجميع مرضاه. وأجرت الصحيفة تشخصيا عن بعد للرئيس الجزائري على يد طبيب أعصاب جزائري، حيث ذكر أن أكبر المخاطر التي تهدد حياة بوتفليقة -بسبب سنه وتدهور جهازه العصبي- هو التعرض ل"شفط رئوي" الذي قد يحدث في حالة دخول أجزاء من الطعام إلى القصبة الهوائية. ويعاني بوتفليقة أيضا من فقدان جزئي للقدرة على الكلام، وهو ما يفسر أنه قلل ظهوره في المناسبات العامة في السنوات الأخيرة. وبينما تحاط الحالة الصحية لبوتفليقة بالسرية، شارك عشرات الآلاف من الناس في بلاده في الأسبوعين الماضيين في احتجاجات ضد ترشحه لولاية خامسة، الأمر الذي تأكد بعد تقديم مندوب عنه أوراق ترشحه رسميا يوم الأحد 3 مارس الجاري. وقد وصلت الاحتجاجات إلى جنيف نفسها، حيث تجمع بعض الجزائريين مؤخرا في محيط مستشفى جنيف الجامعي لمطالبة بوتفليقة بترك المنصب الذي يحتله منذ عام 1999.