استقبل الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، يوم الإثنين بمقر المجلس، أناتوليو هيرنانديز لوثانو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الكولومبي، في سياق زيارة هذا الأخير إلى المغرب على رأس وفد برلماني. وأعرب رئيس مجلس النواب عن التقدير والامتنان لموقف الكونغرس الكولومبي التاريخي والواقعي الداعم لسيادة المغرب ووحدته الترابية ومقترح الحكم الذاتي الذي طرحته المملكة من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقال المالكي خلال اللقاء الذي حضره يوسف غربي، رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، إن هذا الموقف "يؤكد عمق الأخوة والتضامن بين الشعبين، ويعكس الدينامية الإيجابية التي تعرفها العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة". كما استحضر في سياق حديثه عن "الموقف الكولومبي الداعم لسيادة المغرب ووحدته الترابية ومقترح الحكم الذاتي"، كون البلدين "يتقاسمان القيم ذاتها المرتبطة بالسلم والاستقرار والديمقراطية ونهج أسلوب الحوار لحل المشاكل"، مثمنا "الإرادة السياسية القوية للمغرب وكولومبيا للارتقاء بعلاقاتهما الثنائية في كافة المجالات". وعلى المستوى البرلماني، أبرز رئيس مجلس النواب المغربي "أهمية تنظيم منتدى برلماني مغربيٍّ كولومبيّ خلال السنة الحالية بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين"، وبيّن أن ذلك "سيشكل مناسبة لبحث سبل تقوية علاقات التعاون في المجال التجاري والسياحي والثقافي، ومجالِ الطاقات المتجددة والفلاحة والصيد البحري وقطاع الموانئ، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك". وأشاد أعضاء الوفد البرلماني الكولومبي، من جهتهم، ب"الاستقرار والأمن اللَّذَين تنعم بهما المملكة المغربية"، وعبروا عن الرغبة في "الاستفادة من التجربة المغربية في مجال الطاقات المتجدّدة وقطاع الموانئ على وجه الخصوص"، مبرزِين في السياق ذاته "الفرص والإمكانات الهائلة للتعاون بين البلدين، مع التأكيد على أن المغرب يعتبر بمثابة بوابة نحو إفريقيا، وأن كولومبيا بدورها بمثابة بوابة نحو أمريكا اللاتينية". كما سجل أعضاء الوفد البرلماني الكولومبي "تطابق وجهات النظر بين البلدين حول مختلف القضايا الثنائية والدولية"، ووجهوا بالمناسبة دعوة إلى رئيس مجلس النواب المغربي من أجل القيام ب"زيارة عمل لكولومبيا بهدف تعزيز أواصر التعاون بين المؤسّستين التشريعيّتَين، وبحث سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في كافة المجالات". تجدر الإشارة إلى أن الكونغرس الكولومبي قد اعتمد نهايةَ السنة الماضية قرارا يعرب بوضوح عن "الدعم الكامل من طرف مجلس النواب ومجلس الشيوخ الكولومبي لسيادة المغرب ووحدته الترابية"، وتنديده ب"الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والممارسات اللاإنسانية التي تعاني منها الساكنة المحتجزة بمخيمات تندوف".