نظمت عشرات الفعاليات المدنية والحقوقية والسياسية وقفة احتجاجية، مساء الخميس، أمام سينما "ميغاراما" بالدار البيضاء تنديدا بما وصفته ب"العمل التطبيعي المشؤوم والمشبوه"، ردا على إحياء المغني الفرنسي ذي الأصول الجزائرية إنريكو ماسياس حفلا فنيا ليلة الخميس. وصدحت حناجر المحتجين بالعديد من الشعارات، التي اعتبرت الحفلة الفنية "تحديا لمشاعر المغاربة المساندين دائما لنضال الشعب الفلسطيني، من أجل تحرير أرضه واستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة"، من قبيل: "صهيوني بَرّى برّى.. والمغرب أرضي حرة"، "كلنا فداء فلسطين الصامدة"، "سُحقا سُحقا للأقدام الصهيونية والأمريكانية" و"فلسطين أمانة والتطبيع خيانة". وشاركت العديد من الوجوه اليسارية والإسلامية البارزة في هذه الوقفة الاحتجاجية، التي رافقتها مواكبة أمنية مشددة، على رأسها مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، وسيون أسيدون، الحقوقي المناهض للتطبيع مع إسرائيل. وتأتي هذه الوقفة في سياق النقاش العمومي، الذي نقلته مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لإحياء المغني الفرنسي الحفلة الموسيقية، التي "تشجع على قيم التسامح والتعايش المشترك بين الشعوب، لا سيما أن هنالك علاقات وطيدة بين اليهود والأمازيغ المغاربة"، ورأي ثانٍ يشجب الحفل بدعوى أنه "تطبيع مع الكيان الصهيوني وجيشه الذي يرتكب الجرائم في حق الشعب الفلسطيني". وقال أسيدون إن "سبع منظمات وجمعيات وتكتلات حضرت الوقفة الاحتجاجية، لأنها منخرطة في دعم قضية الشعب الفلسطيني، بغية استنكار وجود هذا الشخص الذي كرس حياته برمتها للاحتلال وجيش الاحتلال". وأضاف أسيدون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجيش الإسرائيلي علق لهذا الشخص وساما سنة 2006، إلى جانب فرنسا التي يتمتع فيها بحماية اللوبي الصهيوني، حيث نجده يتظاهر في جميع المناسبات، بما فيها الاعتداء على غزة سنة 2009". وأضاف أن ماسياس "منخرط في جمعية همّها دعم وحدة عسكرية في جيش الاحتلال تدعى حرس الحدود، لكن هل لهم في الحقيقة أي حدود؟ لأن الحدود الوحيدة التي يعرفها الصهاينة هي أجساد الفلسطينيين الذين لا يزالون صامدين. إذن كيف يمكن أن نستقبل هذا الشخص؟". من جهته، اعتبر بوبكر الونخاري، الكاتب العام لشبيبة العدل والإحسان، أن "الاحتجاج في هذا المكان، الذي من المفروض أن يحتضن بعد لحظات حفلا فنيا لمغنٍ معروف بموالاته للصهيونية، يأتي بغية الوقوف إلى جانب مجموعة من الهيئات السياسية والمجتمعية والجمعوية، حتى نقول لا للتطبيع". وأكد الونخاري، في تصريح لهسبريس، أن "الشعب المغربي رافض للتطبيع، مما يجعلنا نحمل المسؤولية في هذه الخطوات التطبيعية، التي نراها في الآونة الأخيرة، للدولة المغربية لأن الشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية أم قضاياه، وهو مستعد للدفاع عنها إلى آخر رمق".