لمْ يأبَه المغني الفرنسي ذو الأصول الجزائرية إنريكو ماسياس بدعوات الاحتجاجات الصادرة عن بعض الهيئات المدنية في المغرب ضدّ الحفل الذي سيُحييه مساء اليوم الخميس في سينما ميغاراما بمدينة الدارالبيضاء، إذْ أصرّ على تنظيم حفله رغم هذه الدعوات، وضربَ موعدا لجمهوره مساء اليوم. "ماسياس" بثَّ في صفحته على موقع "فيسبوك"، أوّل أمس، مقطعا من حفل شارك فيه أكتوبر الماضي بمدينة الصويرة، وعلق عليه: "قضينا لحظات رائعة في أكتوبر الأخير بمدينة الصويرة، في حفل فني عابق بالأخوة والصداقة. أضرب لكم موعدا يوم الخميس في مدينة الدارالبيضاء، لتوطيد وتعميق هذه الاحتفالية". ويطرح الشكل الاحتجاجي الذي يُرتقب أنْ تخوضه هيئات ضدّ إقامة حفل إنريكو ماسياس، مساء اليوم بمدينة الدارالبيضاء، أسئلة حول سبب الدعوة إلى الاحتجاج عليه هذه المرة، في حين سبق له أنْ أحيى حفلات في المغرب، كان آخرها الحفل الذي شارك فيه بمدينة الصويرة، السنة الماضية، دون أن يحتج عليه أحد. عبد الصمد فتحي، رئيس "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، التابعة لجماعة العدل والإحسان، وهي من ضمن الهيئات الداعية إلى الاحتجاج ضدّ حفل المغني الفرنسي من أصول جزائرية، قال إنّ الاحتجاج أمْلاه السياق الذي يأتي فيه تنظيم الحفل، "إذ تجري حملة منسّقة للتطبيع الثقافي والاقتصادي والسياسي مع الكيان الصهيوني في العالم العربي". وأضاف عبد الصمد فتحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "موقفنا المساند للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية يفرض علينا الوقوف في وجه هذه الحملة المسعورة، التي يسعى أصحابُها إلى تتويجها بتطبيع رسمي مع الكيان الصهيوني". وتتهم الهيئات الداعية إلى الاحتجاج ضدّ إنريكو ماسياس الفنان ب"دعم جرائم الكيان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني"، مؤكدة أنّ الهدف من الوقفة هو "أن نقول بصوت واحد لا للتطبيع مع الصهاينة، لا لحفل من يمجد ويدعم الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، وتأكيد مطلب تجريم التطبيع"، كما جاء في بيان "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في المغرب". ويتزامن حفل "إنريكو ماسياس" مع "عيد الحب"، الذي يصادف 14 فبراير كل سنة، في إشارة إلى أنّ المغني الفرنسي ذا الأصول الجزائرية يغني من أجل الحب والسلام، لكنّ عبد الصمد فتحي يرى أنّ "من يُغني للسلام يجب أن يكون في صفّ السلام وأصحاب السلام، وليس في صف الكيان الصهيوني وجيشه الذي يرتكب الجرائم في حق الشعب الفلسطيني". في المقابل أبْدى "إنريكو ماسياس" إصراره على الالتقاء مع جمهوره في مدينة الدارالبيضاء، مساء اليوم الخميس، متجاهلا الداعين إلى الاحتجاج ضدّه ومتحديا إياهم، بقوله، في تصريحات صحافية: "سأحيي حفلي في المغرب ولا أهتم بدعوات الاحتجاج".