عبَّرَ راشد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، عنْ استعدادِ وزارتهِ لإنجاحِ برنامجِ "عطلة للجميع صيف 2019"، الذي سينطلقُ خلال شهرِ يوليوز القادم، داعياً بعض الجمعيات الوطنية والجهوية إلى تجاوزِ الخلافات، وقال: "إلا كانْ شي حدْ عنْدو حسابْ مْعَايا ميدخلْشْ الأطفال المغاربة، يخلّيهم بعيد". العلمي قال خلال ندوة صحافية نظمت اليوم بالرباط، لتقديم الخطوط العريضة للبرنامج الوطني "عطلة للجميع"، إنَّ "هذا البرنامج استفادَ منه السنة الماضية حوالي 260 ألف طفل من كلّ الجهات، وينتمون إلى شرائح اجتماعية مختلفة"، وقال موجّهاً خطابهُ إلى ممثلي الجمعيات الوطنية والجهوية التي تؤطر المخيّمات: "يجبُ أن نكون عندَ مستوى الرعاية الملكية التي نحْظى بها"، مقراً في السياق نفسه بمحدودية المرافق الترفيهية والتربوية من أجل ضمان استفادة عدد كبير من الأطفال والتلاميذ. المسؤول الحكومي أوردَ خلال كلمة افتتاحية له أنَّ "البرنامج الوطني "عطلة للجميع صيف 2019" يروم تحفيز الأطفال على قيم التربية والمواطنة والأخلاق النبيلة"، مضيفاً: "هناكَ رغبة من أجل تطوير آليات التخييم، كما أن هناك توجها من أجل تجهيز مجموعة من المخيّمات الإضافية بإضافة 350 فضاء جديدا حتى نتجاوز حالة الضغط التي تعرفها بعضُ المحطات كالحوزية والسطيحات". وزادَ الوزير: "نفكّر أيضاً في مراجعة المضمون التربوي، إذ يجبُ تحيينهُ لملاءمة التطور الذي تعرفهُ بلادنا، حتى يستجيبَ لمتطلبات التنشئة الاجتماعية"، داعياً الجمعيات الوطنية إلى تسطير كلّ المشاكل التي تعوق عملية التخييم، وقال: "هناكَ من يروج أخباراً كاذبة كما حصل السنة الماضية عندما نشرَ الإعلام خبراً حول وجود حالات تسمم في صفوف الأطفال في مخيم الحوزية، إلا أنَّ مختبرات الدرك الملكي بيّنتْ أن الأمْر ليسَ بالخطورة المصورة". وأردفَ الوزير التجمعي أمامَ عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية: "لا أريدُ مخيّمات "الجوع" واستغلال الأطفال في أمور بعيدة عن الجانب التربوي"، مؤكّداً "مواصلة الوزارة خلال هذه السنة لبذل المجهودات للنهوض بالفضاءات التخييمية من خلال إخراج فضاءات جديدة من الجيل الجديد إلى حيّز الوجود بمختلف أقاليم وجهات المملكة، ما يحقق تكافؤ الفرص بين جهات المملكة". ويعتبر البرنامج الوطني "عطلة للجميع" من بين أهم الأنشطة التي تضطلع بها وزارة الشباب والرياضة، ويجسّد أهم الأهداف والمهام المنوطة بها في مجال التنشيط والترفيه والتثقيف والتكوين؛ كما أنه عملية جماهيرية بامتياز، وواحد من أهم أنشطة القرب التي تتوخى تعميم الاستفادة من العطلة لفائدة الأطفال والشباب المغاربة باختلاف مستواهم الاجتماعي ومكان إقامتهم. وخاطبَ الوزير ذاته ممثلي الجمعيات الوطنية قائلا: "لا يمكنُ التعامل مع كل النسيج الجمعوي في بلادنا، على أساس أن تكون الجمعية المعنية في وضعية قانونية، وأن تكون قد جددت هياكلها وفقا لقانونها الأساسي، وأن يكون لها حضور على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني، وأن يكون نشاط التخييم محورا ضمن أنشطتها، ومنصوصا عليه في القانون الأساسي". وتهدفُ الوزارة من خلال البرنامج الوطني "عطلة للجميع" في مجال الأنشطة التكوينية إلى تنظيم عدد من اللقاءات الدراسية والتكوينية لفائدة الشباب فوق 18 سنة، في محاور مرتبطة بالحقول المعرفية والمهاراتية التدبيرية المرتبطة بتنشيط الطفولة واليافعين والشباب، وتكوين وتأهيل العنصر البشري الساهر على تنشيط وتأطير المخيمات التربوية، وتكوين الأطر التربوية المهتمة بمجال التنشيط. وأبرز الوزير أنَّ البرنامج الوطني للتخييم برسم هذه السنة سيشهدُ مشاركة واسعة لمختلف مكونات النسيج الجمعوي الوطني والجهوي على حدٍّ سواء، بالإضافة إلى مواصلة العمل بمعية الجامعة الوطنية للتخييم على تجويد الخدمات المقدمة للفئات المستهدفة؛ كما استعرضَ في الآن ذاته التطور الذي عرفته البنية التحتية لفضاءات التخييم خلال السنوات الماضية. وأعلن الوزير إطلاق منصة إلكترونية خاصة بهذا البرنامج الوطني بغيةَ تيسير ولوج مختلف الجمعيات والهيئات والمؤسسات، وكذا مختلف الشركاء والمتدخلين في العملية التخييمية، إلى كافة المعلومات المتعلقة بهذا البرنامج وشروط المشاركة، بالإضافة إلى رقمنة مساطر وإجراءات البرنامج المذكور. محمد القرطيطي، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، أكد أن "المخيمات القارة ستشملُ الفئات العمرية من 7 سنوات إلى أقل من 15 سنة، بينما المخيمات الحضرية للفئات العمرية ما بين 7-15 سنة، أما ملتقيات اليافعين فهي محصورة في الفئات ما بين 15 وأقل من 18 سنة؛ فيما سيستفيدُ تلاميذ مستوى البكالوريا من مقامات التوجيه التربوي والدعم المدرسي".