تم أمس الجمعة بالرباط، إطلاق العرض الوطني لبرنامج التخييم برسم سنة 2017 تحت شعار "المخيم فضاء للتربية والإبداع"، والذي سيشمل حوالي 240 ألف مستفيدة ومستفيد. جاء ذلك خلال لقاء ترأسه وزير الشباب والرياضة بالنيابة، السيد خالد برجاوي، ورئيس الجامعة الوطنية للتخييم ، السيد محمد القرطيطي، بهدف التواصل بشأن مكونات مختلف الأنشطة التخييمية المبرمجة برسم سنة 2017 بشراكة مع الجامعة، بكل جهات وأقاليم المملكة وبالمجالين الحضري والقروي، وتتوزع أعداد المستفيدين من برنامج التخييم برسم هذه السنة، على 135 ألف مستفيد من المخيمات القارة الموضوعاتية و70 ألف مستفيد من المخيمات الحضرية والقرب الحضرية، و30 الف مستفيد من لقاءات اليافعين و5 ألاف مستفيد من اللقاءات الإعدادية. وتم الكشف خلال هذا اللقاء على أن برنامج هذه السنة تقرر إخضاعه لمعايير الحكامة التدبيرية، مع تحديد المسؤوليات لتقويم الهفوات والملاحظات التي تم رصها خلال الموسم الأخير ولضمان الشروط الضرورية التي تتطلبها العملية التربوية التخييمية برمتها من التخطيط والإعداد إلى التنفيذ والتقويم النهائي. وفي هذا السياق، تمثلت أهداف هذا العرض في تحسين جودة الخدمات التربوية المقدمة لفائدة الطفولة بالمخيمات، وتعزيز مكانة المخيم كفضاء للتربية و التكوين و الابداع، إلى جانب جعل المخيمات فضاءات لتعلم الحياة وفضاء للتربية على قيم التسامح والتعايش . وتتجلى الإجراءات المصاحبة للبرنامج الوطني للتخييم، التي تم عرضها خلال هذا اللقاء، في الاستمرار في تأهيل الفضاءات وإعادة فتح الفضاءات المغلقة بالإضافة إلى توسيع الشبكة وتوزيعها بشكل متوازن، وكذا إحداث مخيمات نوعية على مستوى 12 جهة. كما تتمحور هذه الإجراءات حول الاستمرار في تجهيز وتأثيث كل الفضاءات مع استحضار البعد الايكولوجي إلى جانب العمل على إحداث مخازن بمواصفات معينة بكل الفضاءات (ترشيد النفقات) وتوزيع الميزانية بناء على المخطط التوقعي، والاستمرار في اعتماد صفقات الإطار بجميع مراكز التخييم وتأمين المستفيدين من البرنامج الوطني للتخييم. ومن المبرمج أيضا في عرض 2017 أن يتم إشراك ضمن الفئات المستفيدة الاطفال في وضعية غعاقة وأطفال المهاجرين المقيمين بالبلاد. وقال وزير الشباب والرياضة بالنيابة، السيد خالد برجاوي، في كلمة خلال افتتاح أشغال اللقاء، إن هذا البرنامج يعتبر من أهم الأنشطة الوطنية ذات الطابع الاجتماعي والتربوي والترفيهي التي دأبت الوزارة على تنظيمها سنويا برعاية ملكية سامية، لكونه مجالا للتنمية وتعلم مهارات الحياة، والتربية على قيم المواطنة والتسامح والانفتاح. وأبرز أن هذه المناسبة ليست بمحطة لتقديم العرض الوطني كأرقام وإحصائيات فقط بل فرصة سانحة للتداول والنقاش لاعتماد مقاربة متجددة لتحسين منظومة التخييم وإرساء آليات الحكامة الجيدة كأسلوب في التخطيط والتنفيذ، وكذا التفكير في توسيع وتطوير ودعم بنيات الاستقبال لجعلها في مستوى تطلعات الفاعلين والمستفيدين. وسجل في هذا السياق أن الوزارة شرعت في تنزيل الجهوية المتقدمة كأداة لتثبيت آليات الحكامة واعتماد فلسفة القرب بكل مجالات اشتغالها، مبرزا أنه على هذا المستوى عملت الوزارة على اتخاد مجموعة من الإجراءات الجديدة والتي تهم كذلك مجال التخييم حيث اعتمدت مقاربة جهوية في الاختيار والتوزيع والتنفيذ تراعي العدالة المجالية بشكل يضمن توسيع قاعدة الاستفادة وتنوعها بين المجالين الحضري والقروي. من جهته، قال رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، السيد محمد القرطيطي، في تصريح صحافي لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الجامعة تعول هذه السنة على مشاركة أكبر عدد ممكن من الجمعيات الوطنية والمحلية والمتعددة الفروع، خاصة تلك التي تهتم بمجال التقييم والتأطير والتدبير والتسيير. وأشار إلى أن خارطة التخييم ستعرف توجها جديدا بالنسبة للمخيمات التابعة لوزارة الشباب والرياضة، وذلك بفضل إنشاء وإصلاح وتجهيز مخيمات جديدة، مبرزا أن الأمر يتعلق بكل من طنجة والعرائش ورأس الماء والأطلس المتوسط. وأكد على أنه يتم تجديد الترسانة البشرية التأطيرية على رأس كل سنة، مضيفا أن الجامعة تحرص على إحداث لجنة للقيادة والأخلاقيات ولجنة لفحص فضاءات التخييم لإرساء حكامة تدبيرية ناجعة.